إثباته وإثبات صفاته، وما لا يجوز عليه وما يجوز أكثر مما ذكرنا، وإنما (1) لم نورد جملتها مخافة التطويل، وفي هذا القدر كفاية إن شاء الله.
فينبغي للعاقل أن يتأمل في هذه الآيات وينظر فيها؛ ليحصل له العلم بالله تعالى، ويعلم أن ما قاله المتكلمون ليس بخارج من القرآن والآثار الصحيحة؛ لأنهم قالوا: إن النظر في طريق معرفة الله تعالى واجب؛ لأنه لا طريق إلى معرفته إلا النظر: لأنه لا يخلو أن يكون الله تعالى معلوما بضرورة (2) أو باستدلال؛ فإن كل معلوما بضرورة (3) ينبغي أن يتساوى العقلاء في معرفته كتساويهم (4) في أن الذراع أكبر من الشبر، والعشرة (5) أكثر من واحد، وإن كان معلوما بالاستدلال، فهو كما قلنا (6)، والله تعالى قال في سورة الأعراف: أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم (7) يحذر بذلك المكلف حتى لا يخلو في وقت من أوقاته من النظر؛ لأنه لا يأمن من قرب أجله، فيكون كالمستعد لما يلزمه من المعرفة.
وقال في سورة الفرقان: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا* ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا (8).
(5) في المخطوط: «والعثرة» بدل «والعشرة».
Bogga 68