يا كميل، معرفة العلم دين يدان به، يكتسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل الاحدوثة بعد وفاته. والعلم حاكم، والمال محكوم عليه.
يا كميل، هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة (1).
[54] 38- قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا، أو قتل أحد والديه، أو عالم لم ينتفع بعلمه (2).
[55] 39- وقال (صلى الله عليه وآله) أيضا: علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علما، فطلب به وجه الله والدار الآخرة وبذله للناس، ولم يأخذ عليه طمعا، ولم يشتر به ثمنا قليلا؛ فذلك يستغفر له من في البحور ودواب البر والبحر، والطير في جو السماء، ويقدم على الله سيدا شريفا.
ورجل آتاه الله علما، فبخل به على عباد الله، وأخذ عليه طمعا، واشترى به ثمنا قليلا؛ فذلك يلجم يوم القيامة بلجام (3) من نار، وينادي ملك من الملائكة على رءوس الأشهاد (4)، هذا فلان ابن فلان، آتاه الله علما في دار الدنيا فبخل (5) به على عباده حتى يفرغ من الحساب (6).
Bogga 51