192

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

صلب آدم، وهذه امي حواء، فلما سمعت ذلك غطيت رأسي بردائي، وألقيت (1) بنفسي في زاوية البيت حياء منها.

ثم دنت الاخرى ومعها جونة، فأخذت عليا، فلما نظر إلى وجهها قال:

السلام عليك يا اختي. قالت: وعليك السلام يا أخي. قال: فما خبر عمي؟ قالت بخير، وهو يقرأ عليك السلام، فقلت: يا بني أي اخت هذه؟ وأي عم هذا؟ قال:

هذه مريم بنت عمران، وعمي عيسى (عليه السلام) وطيبته بطيب كان في الجونة.

فأخذته اخرى منهن، فأدرجته في ثوب كان معها. قال أبو طالب: فقلت:

لو طهرناه لكان أخف عليه، وذلك أن العرب كانت تطهر أولادها، فقالت: يا أبا طالب إنه ولد طاهرا مطهرا لا يذيقه حر الحديد في الدنيا إلا على يدي رجل يبغضه الله ورسوله وملائكته والسماوات والأرض والجبال والبحار، وتشتاق إليه النار. فقلت: من هذا الرجل؟ فقلن: ابن ملجم المرادي لعنه الله! وهو قاتله في الكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد (عليه السلام) قال: ثم غبن النسوة، فلم أرهن، فقلت في نفسي: لو عرفت المرأتين الآخرتين، فألهم الله عليا، فقال: يا أبي! أما المرأة الاولى فكانت حواء، وأما الذي [التي] أحضنتني فهي مريم بنت عمران التي أحصنت فرجها، وأما التي أدرجتني في الثوب فهي آسية بنت مزاحم، وأما صاحبة الجونة فهي أم موسى بن عمران؛ فالحق بالمثرم الآن وبشره وخبره بما رأيت؛ فإنه في كهف كذا موضع كذا.

فخرجت حتى أتيته (2) وأنه وصف حيتين فقلت أتيتك ابشرك بما عاينته، وشاهدت من ابني علي، فبكى المثرم، ثم سجد شكرا لله، ثم تمطى فقال: غطني

Bogga 198