Rawdat Wacizin
روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1
Noocyada
وخاصة يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك يا محمد؟ قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله): أجدني مغموما، وأجدني يا جبرئيل مكروبا، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرائيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له: اشميعيل في الهواء على سبعين ألف ملك، فسبقهم جبرئيل فقال: يا أحمد، إن الله تعالى أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة يسألك عما هو به أعلم منك، فقال: كيف تجدك يا محمد؟
قال: أجدني يا جبرئيل مغموما، وأجدني يا جبرئيل مكروبا، فاستأذن ملك الموت، فقال جبرئيل: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك لم يستأذن على أحد قبلك، ولا يستأذن على أحد بعدك.
قال: ائذن له، فأذن له جبرئيل (عليه السلام)، فأقبل حتى وقف بين يديه فقال: يا أحمد، إن الله تعالى أرسلني إليك، وأمرني أن اطيعك فيما تأمرني؛ إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أتفعل ذلك يا ملك الموت؟ قال: نعم بذلك امرت أن اطيعك فيما تأمرني، فقال جبرئيل: يا أحمد إن الله عز وجل قد اشتاق إلى لقائك.-
قال ابن الفارسي (1) يعني قد أراد كونك فى الجنة-.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): امض لما امرت به. فقال جبرئيل: هذا آخر وطء للأرض (2)، إنما كنت حاجتي من الدنيا.
فلما توفى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلا روحه الطيبة جاءت التعزية، إذ (3) جاءهم
Bogga 183