169

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

ضاحكة إلى يوم القيامة.

وبلغني أن حوتا من حيتان البحر يقال له طمسوسا؛ وهو سيد الحيتان، له سبعمائة ألف ذنب، يمشي على ظهر سبعمائة ألف نون، الواحد أكبر من الدنيا، لكل نون سبعمائة ألف قرن من زمرد أخضر لا يشعر بهن اضطرب فرحا بمولده، ولو لا أن الله عز وجل ثبته لجعل عاليها سافلها، ولقد بلغني أن يومئذ ما بقي جبل إلا نادى صاحبه بالبشارة، ويقول: لا إله إلا الله. ولقد خضعت الجبال كلها لأبي قبيس كرامة لمحمد (صلى الله عليه وآله). ولقد وقدت (1) الأشجار أربعين يوما بأنواع الأنوار (2) وثمارها فرحا بمولده (صلى الله عليه وآله)، ولقد ضرب بين السماء والأرض سبعون عمودا من أنواع الأنوار؛ لا يشبه كل واحد صاحبه ، ولقد بشر آدم بمولده فزيد في حسنه سبعين ضعفا؛ وكان قد وجد مرارات الموت، وكان قد مسه ذلك، فسري ذلك عنه، ولقد بلغني أن الكوثر اضطرب في الجنة، واهتز فرمي بسبعمائة ألف قصر من قصور الدر والياقوت نثارا لمولد محمد (صلى الله عليه وآله)، ولقد ذم إبليس وكبل والقي في الحصن أربعين يوما، ولقد (3) غرق عرشه أربعين يوما، ولقد تنكصت الأصنام كلها وصاحت وولولت، ولقد سمعوا صوتا من الكعبة: يا آل قريش! جاءكم البشير، جاءكم النذير، معه عز الأبد، والريح الأكبر، وهو خاتم الأنبياء. ونجد في الكتب أن عترته خير الناس بعده، وأنه لا يزال الناس في أمان من العذاب ما دام من عترته في دار الدنيا خلق يمشي.

Bogga 175