157

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

في الدنيا في حياته؛ بينما هو (صلى الله عليه وآله) إذ أتاه جبرئيل (عليه السلام) بجام (1) من الجنة؛ فيه تحفة من الجنة، فهلل الجام (2)، وهللت التحفة في يده (صلوات الله عليه وآله)، وسبحا وكبرا وحمدا، فناولها أهل بيته فقالت مثل ذلك، فهم أن يناولها بعض أصحابه، فتناولها جبرئيل (عليه السلام) [و] قال له: كلها، فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها (3)، وليست تصلح إلا لنبي أو وصي نبي؛ فأكل وأكلنا معه؛ فإني لأجد حلاوته إلى ساعتي.

وإن نوحا (عليه السلام) دعا ربه فهطلت (4) له السماء بماء منهمر (5)، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) لما هاجر إلى المدينة أتوه في يوم جمعة فقالوا: يا رسول الله! احتبس القطر، واصفر العود، وتهافت الورق. فرفع يده المباركة (صلى الله عليه وآله) حتى رؤي بياض (6) إبطيه، وما في السماء سحابة، فما برح حتى سقاه الله عز وجل، حتى إن الشاب المعجب بشبابه تهمه نفسه (7) بالرجوع (8) إلى منزله من شدة السيل، فدامت اسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا: يا رسول الله، تهدمت الجدران واحتبست الركب والسفار (9)، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقال هذه سرعة ملالة ابن آدم، ثم قال: اللهم

Bogga 163