Rawdat Wacizin
روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1
Noocyada
وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) التفت إلى الأنبياء ببيت المقدس، فقال: بما تشهدون؟
قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وعلي أمير المؤمنين، ثم عرج به إلى السماء السابعة، حتى كان قاب (1) قوسين أو أدنى، فرفعت الحجب له، فمشى فنودي: يا محمد! إنك لتمشي في مكان ما مشى عليه بشر قبلك، فكلمه الله عز وجل. فقال: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه . قال (صلى الله عليه وآله): نعم يا رب والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فقال الله عز وجل: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا (2) إلى آخر الآية، فقال عز وجل: قد فعلت، ثم قال له: من خلفت على أمتك من بعدك؟ فقال (صلى الله عليه وآله): الله أعلم. قال له: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين.
فكانت إمامته مشافهة من الله جل ذكره لنبيه عليه وآله الصلاة والسلام (3).
[170] 4- وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: إن الله عز وجل لما عرج بي إلى السماء مثل لي أمتي في الطين من أولها إلى آخرها، حتى أنا أعرف بهم من أحدهم بأخيه (4)، وعلمني الأسماء كلها، وفرض على أمتي الصلاة تلك الليلة، وكان هذا بعد مبعثه (صلى الله عليه وآله) بخمس سنين.
ثم رجع (صلى الله عليه وآله) إلى الأرض وفقده أبو طالب عمه في تلك الليلة، فلم يزل يطلبه، ووجه إلى بني هاشم أن اخرجوا في السلاح، فقد فقدت محمدا، فخرج
Bogga 157