النيسابوري المعروف بابن الفارسي أبو علي، متكلم جليل القدر، فقيه، عالم، زاهد، ورع، قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الإسلام.
وقال صاحب كتاب (معالم العلماء) (1) في الهامش: ابن علي بن أحمد أبو علي المعروف بابن الفارسي الواعظ، من مشايخ مصنف الكتاب، قتله أبو المحاسن شهاب الإسلام عبد الرزاق رئيس نيسابور ابن أخي الخواجة نظام الملك الطوسي.
وفي (تنقيح المقال) (2): قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور ....
ووصفه الشيخ منتجب الدين (3) بالشهادة قال: الشيخ الشهيد محمد بن أحمد ... إلخ.
ولأي سبب قتل؟ ومتى كان ذلك؟ هذا ما سكت عنه التاريخ، فلم يبق إلا الحدس والتخمين.
وكل ما ذكروه أن قاتله هو عبد الرزاق شهاب الإسلام رئيس نيسابور، وإنا إذا رجعنا إلى تاريخ عبد الرزاق يمكننا أن نعرف السبب الداعي إلى قتله المترجم له (رحمه الله)، فمن هو عبد الرزاق؟
ذكر زامباور في (معجم الأنساب والاسر الحاكمة) (4): أن أبا المحاسن عبد الرزاق شهاب الإسلام وزير سنجر من سنة 513 إلى 515 ه، وفيها توفي.
وذكره (5) في وزراء سنجر، فقال: شهاب الإسلام أبو المحاسن عبد الرزاق بن عبد الله بن محمد بن الفقيه- ابن أخي نظام الملك- سنة وزارته 513.
وأما ناصر الدين- المنشي الكرماني- 725 ه فيقول في كتابه (نسائم الأسحار من لطائم الأخبار) (6) ما ترجمته: الوزير شهاب الإسلام عبد الرزاق بن إسحاق الطوسي، كان ابن أخ الوزير نظام الملك، وكان من قروم الأئمة يومئذ، وفحول العلماء المشاهير، اشتغل في أيام صباه وريعان شبابه بتحقيق أحكام الشرع، وتدقيق رموز وإشارات الأحاديث النبوية، وصرف شرخ شبابه بشرح جواب المشكلات، وإزالة الشبهات.
أمر السلطان سنجر- السلجوقي- بنقله من المدرسة والمحراب إلى سرير الوزارة،
Bogga 16