ولما عبر خاقان الصين والجيش نهر ترمز، بلغ الخبر بهرام، ولم يكن جيشه حاضرا وعتاده غير صالح، فاستاء بهرام من هذا، وقال: ليست ثقتنا على الجيش وإنما على الله تعالى، ولم يلتفت إلى هذا الخصم، وقال: سأذهب إلى بيت نار آذربيجان ومن هناك إلى جرج وعندما أعود أرى ما صنعه الخاقان، وأناب عنه أخاه نرسى، ومضى مع ثلاثة آلاف رجل بطل، فظن الناس أن بهرام هرب، وأنه سيمضى إلى الروم وسوف يلجأ إلى القيصر، فأرسل عظماء الفرس الرسل بالأموال الكثيرة إلى الخاقان الذى قبل المال. فرضى الخاقان بالصلح وبقى آمنا مطمئنا حتى يمضوا ويعودوا، فقدم بهرام آذربيجان ومضى إلى كرجستان واجتاز صحراء القبجاق ومضى إلى جرجان عن طريق خوارزم، ودهم الخاقان كالليث القوى وبيته وقطع رأسه بيده، وغنم تاجه وعرشه وخزائنه، وأعاد المال الذى أخذه من إيران إلى السادة، وأعمل السيف فى معظم جيشه، وقدم فارس، وبعد ذلك مضى إلى الحبشة واليمن، وأرسل أخاه نرسى إلى الروم، وعاد كلاهما منتصرا.
وكان ذات يوم يتعقب حمارا وحشيا فى الصيد، فصادفته أرض سبخة، وساخ فى الطين مع حصانه واختفى، وكانت مدة ملكه ثلاثة وستين عاما.
شعر
ذلك القصر الذى كان يشرب فيه بهرام الكأس
ولدت فيه الظبية وارتاح فيه الثعلب
وفى ذلك المكان الذى صاد فيه بهرام حمار الوحش
هل يطول الوقت الذى يطوى فيه القبر بهرام
يزدجرد بن بهرام:
لم يكن له مثيل فى العالم كله فى الكمال والجمال واللطافة، وكان وحيدا فى حسن العمل والقول، ودبر شئون المملكة، واشتهر بالعدل والإنصاف، وكان له ولدان هرمز وفيروز، وكانت مدة ملكه ثمانية عشر عاما.
هرمز بن يزدجرد:
كان ولى عهد أبيه وابنه الأصغر، وأرسل الأب الأخ الأكبر إلى سجستان وأسند إليه تلك الولاية، فثار عليه بمعونة ملك الهياطلة وقتل أخاه وأصبح ملكا.
فيروز بن يزدجرد:
Bogga 71