Taariikhda Banakti
تأريخ البنكتي
قانون وأسلوب المغول هكذا، ألا يجلس أحد فى الماء فى الربيع والصيف فى بلاد المغول، ولا يحملوا الماء فى أوانى الذهب والفضة، ففى زعمهم أن هذا يوجب الرعد والبرق والصواعق، ويخافون من ذلك كثيرا، وعاد القاآن مع جغتاى ذات يوم من الصيد، فرأيا مسلما يغتسل فى النهر، فأمر جغتاى بأن يقتلوه، فقال القاآن: هذا فى غير وقته؛ ليحجز فى هذه الليلة، ويسأل غدا ثم يعاقب، وسلمه إلى الحاجب دانشمند، وأمر خفية أن يلقوا كيسا من الفضة فى الماء فى موضع غسله، وقالوا له أن يقول فى المحاكمة أنا رجل فقير، وثروتى سقطت فى النهر، وغصت لأستخرجها، وتمسك بهذا العذر فى اليوم التالى للمحاكمة، ولما مضوا إلى هناك رأوا الكيس فى النهر، فقال القاآن: لمن القدرة على ذلك؟، من هذا الذى يستطيع أن يتجاوز القانون!، إن هذا المسكين لفرط عجزه جعل نفسه فداء لهذا المحقر، فعفا عنه وأمر أن يعطوه عشرة أكياس أخرى، وأخذوا عليه تعهدا بألا يجد فى نفسه جرأة ليعود لمثلها، ولهذا السبب أصبح أحرار العالم عبيدا له، فإن الروح خير من الكنز العظيم.
حكاية:
قدم أحد منكرى الدين الإسلامى للقاآن، وهو يتحدث العربية، وركع قائلا: رأيت جنكيز خان فى المنام، وقال: قل لابنى أن يقتل كثيرا من المسلمين؛ لأنهم قوم غاية فى الخبث والشر، ففكر القاآن لحظة، وقال: هل حدثك بواسطة مترجم أم بلغته؟، قال: بلغته، فسأله القاآن قائلا: أتعرف اللغة المغولية،؟ قال: لا، قال: إنك تكذب بلا شك؛ لأننى أعلم تماما أن جنكيز خان لم يعرف غير اللغة المغولية، وأمر بأن يعاقبوه.
عرض أهل طايفوا، وهى من مدن الصين، أن عليهم دينا مقداره ثمانية آلاف كيس من الذهب، وسوف يكون هذا الأمر موجبا لوقوعنا فى الشدة؛ لأن الغرماء يطالبوننا، فإذا صدر الأمر بمساعدتنا، فسنرده بالتدريج ولن ننكره، فأمر القاآن بإلزام الغرماء بالتعاون، إلا إن إلزامهم بالتريث يستوجب خسارتهم، والإهمال يسبب الاضطراب للرعية، فمن الأولى أن ندفعه من الخزانة، وأمر مناديا بأن ينادى على الدائنين لإحضار الحجج، وأن يحضر الغرماء، وينالوا المال من الخزانة، ويأخذوا أضعاف ما طلبوا.
Bogga 424