فى العام الثالث بعد الأربعين من حكم الملك أغسطوس القيصر ولد عيسى لمريم العذراء فى بيت لحم ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر كانون الأول سنة ثلاثمائة وتسع بالتقويم الإسكندرى، ومن معجزاته أن تخرب وسقط معبد كان فى روما العظمى نقشت صور جميع أصنام العالم على جداره، وكانوا يسمونه الهيكل، ونبع فى نفس الوقت زيت فى وسط مدينة روما من الأرض وجرى، واندمج فى نهر طيريوس الذى كان فى وسط مدينة روما، وأخبر منجمو ملوك فارس المجوسيين، وخانات التركستان بأنه فى ذلك العام يولد طفل فى بيت المقدس سوف يطيعه وينقاد إليه أهل العالم، وكانت جماعة من الرسل قد وصلوا وأحضروا معهم اللبان والأعشاب العطرية للبخور، وكان أغسطوس يقتل أطفال بيت لحم والقدس، فجاء الوحى ليوسف بن يعقوب بن ناثان وهو ابن عم مريم قائلا: احمل مريم مع طفلها وتوجه إلى مصر. فهربهما، وتوجهوا إلى مصر، وظلوا هناك عامين، ومن معجزات عيسى فى طفولته، أنه صنع من الماء النبيذ، واستخرج من جرة مزخرفة جميع أنواع الألوان، ولما بلغ الثلاثين من عمره عمده يوحنا بن زكريا، فصار مسيحيا، وتعميد النصارى هو أن يحمل (الشخص) إلى الكنيسة ويوضع فى حوض ماء ويغسل بماء ساخن، وتصلى بعض الصلوات وتتلى بعض الأدعية، ويلقن مذهبه ويدهن بالزيت المعروف بحيث يصل إلى جميع أعضائه، وحينئذ يكون قد أصبح مسيحيا، وإذا كان الشخص طفلا يجعلون له وكيلا. والمسيح الذى كان فى بداية العام الأول بعد الثلاثين من عمره كان يونسيوس نائبا عن طيباريوس القيصر فى بيت المقدس، وعذبه اليهود، وانتقل من دار الفناء إلى دار البقاء. ومنذ ابتداء عهد آدم حتى زمان المسيح مضت خمسة آلاف ومائة وتسع وتسعون سنة، وكانت مدة عمره اثنين وثلاثين عاما وشهرا واحدا، وعاصر القيصر أغسطوس ثلاثة عشر عاما كما عاصر طيباريوس القيصر تسعة عشر عاما وشهرا.

قيطورس الحوارى:

كان خليفة المسيح (عليه السلام)، والبابا الأول، وأكبر الحواريين، وكان البابا فى أنطاكيه لمدة سبعة أعوام، وجلس على كرسى الخلافة، بعد ذلك جاء إلى رومية الكبرى، وشغل كرسى البابوية خمسة وعشرين عاما وسبعة أشهر وعشرين يوما أخرى، وتوفى بالتعذيب فى بداية عصر نارون القيصر.

لينوس:

أصبح من بعده البابا، وكان من ولاية توسكانا، وجلس على كرسى البابوية مدة أحد عشر عاما وثلاثة أشهر واثنى عشر يوما، وكان يظهر الكرامات، وقال للناس: إنه يصنع السحر، وبسببه قطعوا عنقه.

كلينوس:

كان من روما، ربى بأمر قيطورس خمسة وعشرين قسيسا، وأصبح البابا بعد لينوس، وقتلوه متهمين إياه بالسحر، وكانت مدة بابويته أحد عشر عاما وشهرا وأحد عشر يوما.

كليمس:

أصبح البابا بعد أن خلى كرسى البابوية مدة واحد وعشرين يوما، أصله من روما، ألف كتبا كثيرة فى المسيحية، وطرده القيصر فى ذلك الوقت من الولاية وأرسله إلى جزيرة سوسنه، وقتل هناك، وكانت مدة بابويته تسعة أعوام وشهرين واثنى عشر يوما.

Bogga 318