Taariikhda Banakti
تأريخ البنكتي
Noocyada
وكان قد جعل ولاية العهد لابنه الأكبر نور الدين على، فاستقر فى دمشق خليفة له وسموه الملك الأفضل، ولكن لم يقدم له الولاء بعض ذوى قرباه الذين كانوا ولاة بلاد الشام. وانفرد بالحكم فى مصر أخ آخر له يسمى عثمان وتلقب بالملك العزيز، وقدم دمشق فى سنة خمسمائة وتسعين، وحاصرها، وطلب الملك الأفضل المدد من عمه الملك الغازى، فقدم الظاهر صاحب حلب وناصر الدين ناصر بن محمد بن تقى الدين صاحب جما، وأسد الدين شيركوه حفيد شيركوه الكبير صاحب حمص بجيش عظيم مددا للملك الأفضل، ولما رأى الملك العزيز أن أمره كبر رضى بالصلح، وقرروا له بيت المقدس، وأعمال فلسطين، ومصر للملك العزيز، وللملك الأفضل دمشق، وطبرية، وأعمال الغور، وللملك الظاهر الحلة، واللاذقية، والساحل، وأن يكون إقطاع مصر للملك العادل، ومضى كل واحد من هؤلاء الملوك إلى بلادهم.
واستولى يوسف بن عبد المؤمن على ولاية نقصة، وهى من أعمال إفريقيا فى المغرب، وكان أول الأتابكة فى فارس تكله السلغرى، ولما توفى أصبح الحكم للأتابك مظفر الدين سعد بن زنكى.
وكان وزير المستنجد أبو جعفر أحمد بن محمد بن شعيب البلدى، فقتله أبو الفرج محمد بن عبد الله وزير المستضى ء، وتوفى سيدى محى الدين أحمد بن الحسن الرفاعى فى سنة خمسمائة وخمس وسبعين، وخلفه سيدى على بن عثمان بن أخته.
وتوفى فى سنة خمسمائة وإحدى وثمانين، وخلفه أخوه سيدى عبد الرحيم، وتوفى فى عصر الخليفة الناصر فى سنة خمسمائة وثلاث وتسعين، وتوفى المستضىء فى سنة خمسمائة وثمانين، وكانت مدة خلافته أربعة عشر عاما.
الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضىء:
كان الخليفة الرابع والثلاثين من خلفاء بنى العباس، والثالث والخمسين بالنسبة للنبى (عليه السلام). وفى أيام خلافته كانت بساتين آمال الناس ناضرة، وتنظر عين السعادة إلى جماله المنقطع النظير، وانقطعت أسباب الفساد كلها من الدنيا، ومحيت آثار الفتنة من صفحات الآلام فى عهد دولته، ودامت سلطنته أكثر من سلطنة معظم الخلفاء، واستولى على بيت المقدس من الفرنجة. وكان عظيما فاضلا شجاعا صاحب رأى، وكان قد جعل ولاية العهد فى حياته للمستضى ء، وأمر بأن يذكروا اسمه فى الخطبة، وأن يزينوا السكة بحلية اسمه، وكان قد تولى عقد البيعة أبو الفضل عبد الله بن على، وقبله كان فى بغداد قحط عظيم.
وكانت أيامه رخاء وحلت الراحة بدل المشقة، وبلغت راية رفعته أقاصى العالم.
Bogga 209