163

وكان المكتفى فصيحا جميلا، وعمر جامع بغداد الواقع فى حرم دار الخلافة، وكان قبل ذلك سجنا يسمى مطامير شيده المعتضد، وبنى دار الشاطئية، وكان أبو حمزة البزاز البغدادى من قرناء الجنيد، وصحب السرى السقطى، الذى كان عالما بقراءات القرآن، والفقيه الذى كان من أبناء عيسى بن إبان كان الإمام أحمد بن حنبل يسأله فى مسائل الفقه، فكان يقول: ماذا تقول أيها الصوفى فى هذه المسألة؟، فكان يقول المجتمعون جاءه الحال فى الجمعة، وسقط من على المنبر وتوفى.

وتوفى فى نفس السنة الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد مسروق الطوسى فى بغداد، وكانت له الصحبة مع الحارث المحاسبى، والسرى السقطى، قال: كل من حفظ حق الله تعالى فى قلبه، فإن الله تعالى يحفظه فى حركات أعضائه، وتوفى أبو حمزة النيسابورى، وهو من أقران الجنيد والخراز وأبى تراب فى نيسابور.

حكاية:

مما يروى: إنه كان يمضى إلى البادية متوكلا بلا دلو وحبل، ونذر أنه لا يطلب شيئا كان من أى شخص، فسقط بغتة فى بئر، فجلس متوكلا فقدم شخص ورفع رأس البئر، وقال: لا قدر الله أن يكون أحد سقط فيه، فقالت النفس له يقول الحق تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة 59، فقال أبو حمزة: إن التوكل أقوى من هذا ولكنه يبطل بالفجور والرياء، إن هذا الرجل الذى ينظر على من أعلى يرى نفسه كذلك فى البئر، فاتجه إلى القبلة ونكس رأسه، فقدم عليه أسد فجأة ورفع رأس البئر ومد يده فيه، وأدلى قدميه، فقال أبو حمزة: لا أرافق القطة فى الطريق فألهموه إن هذا خلاف العادة فأطرق الباب ودخل، فأمسك بقدم الأسد وخرج فسمع صوتا يقول له: يا أبا حمزة نجيناك من التلف بالتلف، فوضع الأسد وجهه فى التراب ومضى، وتوفى فى نفس السنة ربيع بن سليمان المرادى المؤذن صاحب الإمام الشافعى فى مصر، وتوفى فى السنة نفسها يوم الثلاثاء العشرين من جمادى الآخرة عبد الله بن أحمد بن حنبل، وتوفى ليلة السبت الثانى عشر من جمادى الأولى أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب، وكان معاصرا لمحمد بن يزيد المبرد، وقالوا فى حقهما:

Bogga 188