153

Rawdat Muhibbin

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

Baare

محمد عزير شمس

Daabacaha

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Lambarka Daabacaadda

الرابعة

Sanadka Daabacaadda

1440 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض وبيروت

Noocyada

Suufinimo
وأكثرُ (^١) ما يكونُ الشَّوقُ يومًا ... إذا دَنَتِ الدِّيارُ من الدِّيار ولذلك يتضاعفُ الألم والحسرةُ على من رأى محبوبَه أو باشرَه، ثم حِيلَ بينه وبينَه، فتضاعُفُ ألَمِه وحسرتِه في مقابلة مضاعفة لذّة من عاوده، وهذا في جانب المرأة أقوى، فإنها إذا ذاقت عُسَيْلَةَ الرَّجل ــ ولا سيما أوَّل عُسَيْلَة ــ لم تكدْ تصبرُ عنه بعد ذلك، قال أيمن بن خُرَيم (^٢): يُميتُ العتابَ خِلاطُ النساءِ ... ويُحيي اجتنابُ الخِلاطِ العِتابا وتزوَّج زهير بن مسكين الفِهْري جاريةً، ولم يكن عنده ما يُرضيها به، فلما أمكنته من نفسها لم تَرَ عنده ما ترضى به، فذهبت ولم تَعُدْ إليه (^٣)، فقال في ذلك أشعارًا كثيرةً، منها (^٤): تقولُ وقد قَبَّلْتُها ألفَ قُبْلَةٍ ... كفاكَ أمَا شيءٌ لَدَيْكَ سِوى القُبَلْ فقلتُ لها حبٌّ على القلب حفظُه ... وطولُ بُكاءٍ تستفيضُ له المُقَلْ

(^١) ت: «وأقتل». (^٢) له في «عيون الأخبار» (٤/ ١٠٢)، و«الشعر والشعراء» (١/ ٥٤٣)، و«شرح المختار من شعر بشار» (ص ٢١٢)، و«الواضح المبين» (ص ٧٧). (^٣) «إليه» ساقطة من ش. (^٤) الأبيات في «ديوان الصبابة» (ص ٢٠٩)، و«الواضح المبين» (ص ٧٨).

1 / 126