153

Rawda

الروضة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)

فأين تكون النار؟

قال له الإمام: أرأيت إذا جاء الليل، أين يكون النهار؟

قال الأسقف: دعني، يا فتى حتى أسأل هذا الفظ الغليظ:

أنبئني يا عمر، عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة، ولم تطلع عليها من قبل، ولا من بعد؟

قال عمر: دعني واسأل هذا، أخبره يا أبا الحسن، قال (عليه السلام): هي الأرض التي فلق الله البحر لموسى حين عبر هو وجنوده فوقعت عليها الشمس تلك الساعة، ولم تطلع عليها قبل، وانطبق البحر على فرعون وجنوده، ولم تطلع عليها بعده.

فقال الأسقف: صدقت يا فتى قومه، وسيد عشيرته، أخبرني عن أي شيء في أهل الدنيا يأخذ الناس منه مهما أخذوا فلا ينقص شيئا ولا يزيد شيئا؟

قال (عليه السلام): هو القرآن والعلوم، قال: صدقت قال: أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لا من الجن ولا من الإنس؟

قال له (عليه السلام): ذلك الغراب، لما قتل قابيل أخاه هابيل، فبقي متحيرا ما يعلم ما ذا يصنع به.

فعند ذلك أرسل الله تعالى غرابا يبحث في الأرض، ليريه كيف يواري سوأة أخيه @HAD@ قال: صدقت يا فتى، لي مسألة واحدة أخبرني عنها- وأومأ بيده إلى عمر- وقال: أين هو تعالى؟

قال: فغضب عمر من ذلك، ولم يرد جوابا، فالتفت إليه الإمام، وقال: لا تغضب يا أبا حفص، حتى لا تقول بمهرب عنها.

قال عمر: أخبره أنت يا أبا الحسن، فعند ذلك قال الإمام (عليه السلام):

كنت يوما جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل عليه ملك فسلم عليه، فرد (عليه السلام)

Bogga 163