Beerta Xayaadka leh ee Taariikhda Boqorka San
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Noocyada
أيها الناس ! اعلموا أن الإمامة فرض من فروض الإسلام، والجهاد محتوم على جميع الأنام ؛ ولا يقوم علم الجهاد إلا باجتماع كلمة العباد، ولا سبيت الحرم إلا بانتهاك المحارم، ولا سفكت الدماء إلا بارتكاب المأثم ؛ فلو شاهدتم أعداء الإسلام حين دخلوا دار السلام، واستباحوا الدماء والأموال، وقتلوا الرجال والأبطال والأطفال وهتكواة حرم الخلافة والحريم، وأذاقوا من استبقوا العذاب الأليم، فارتفعت الأصوات بالبكاء والعويل، وعلت الضجات من هول ذلك اليوم الطويل ؛ فكم من شیخ خضبت شيبته بدمائه، وكم [ من ] طفل بكى ؟ فلم يرحم لبكائه ؛ فشمروا عن ساق الاجتهاد، في احياء فرض الجهاد، وواتقوا الله ما استطعتم، واسمعوا وأطيعوا، وأنفقوا خيرة الأنفسكم، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون . فلم يبق معذرة في القعود عن أعداء الدين، والمحاماة عن المسلمين.
وهذا السلطان الملك الظاهر، السيد، الأجل، العالم، العادل، المجاهد، المرابط 4، رکن الدنيا والدين قد قام بنصره الإمامة عند قلة انصار، وشرد جيوش الكفر بعد أن جاسوأ خلال الديار، فأصبحت البيعة باهتمامها منظمة العقود، والدولة العباسية به متكاثرة الجنود، فبادروا عباد الله إلى شكر هذه النعمة، وأخلصوا نياتكم تنصروا، وقاتلوا أولياء الشيطان تظفر وا، ولا يرو عنكم. جرى، فالحرب سجال، والعاقبة للمتقين، والدهر يومان، والآخر للمؤمنين.
جمع الله على التقوى أمركم، وأعز بالإيمان نصركم، واستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين ؛ فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ».
Bogga 144