وفي يوم الاثنين، ثالث عشر رجب، أحضر السلطان الفقهاء والأئمة العلماء، والأمراء، والصوفية، والتجار، وجميع الناس بقاعة العمد، وحضر الشيخ عز الدين عبد السلام، وحضر الخليفة - رضي الله عنه ! - والسلطان، وتأدب السلطان معه في الجلوس، فلم يفرش له طر احة، ولم يحط له كرسي ولا منبر، وسئل العربان الذين معه، وخادم من البغاددة ،. فأخبروا أنه الإمام المذكور، فشهدت جماعة الاستفاضة – وهم : القاضي جمال الدين يحيى، نائب الحكم العزيز بمصر المحروسة، والفقيه علم الدين ابن رشيق، والقاضي صدر الدين موهوب الجزري، ونجيب الدين الحراني، وسديد الدين التزمنتي، نائب الحكم بالقاهرة - أنه الإمام أحمد بن الإمام بن الظاهر بن الإمام الناصر، وشهدوا عند قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن الأعز خلف بذلك، فأسجل على نفسه بالثبوت ؛ وقام قاضي القضاة في ذلك المحفل قائمة على قدميه، واشهد على نفسه بالثبوت بحضور السلطان ؛ وسمي بالإمام المستنصر بالله، اسم أخيه - رحمه الله تعالى ! - وبايعه مولانا السلطان على كتاب الله، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم ! - وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وأخذ أموال الله بحقها، وصرفها في مستحقها. وبعد ذلك قلد مولانا الخليفة مولانا السلطان البلاد الإسلامية، وما سيفتحه من أيدي الكفار - على ما سيذكر في التقليد الشريف، ثم. بايعه الناس على اختلاف طبقاتهم. وكتب السلطان إلى البلاد بأخذ البيعة [ له ]، وأن يخطب باسمه على المنابر، وتنقش الصلة باسمه.
Bogga 100