ولا يفعل أمرة إلا ويشاورني فيه ؛ وإنما هذه جرأة منك، ودعوى شجاعة، ولكن قد سمعنا أن فلانة - يعني السلطان - قد خرج من مصر، ومعه جماعة، فإن كنت شجاعة - كما تزعم في نفسك - فاخرج والتقيه »..
وهذا في غاية ما يكون من استعظام السلطان، وتحقق شجاعته، وصرامته في قلوبهم ؛ ولولا أن ذلك قد ثبت في قلوبهم لما ذكره كتبغا في هذا المحفل العظيم، في معرض التوبيخ للملك الأشرف؛ فمولانا السلطان أحق بهذا الفتوح دون سائر الناس، وأولى بأن يعزى إليه، وينسب إلى عز ائمه، ويقرن باسمه، ويؤرخ في سيرته ، ويدعى له لأجله ؛ لأن كل الناس عتقاء سيفه، وما استراحوا إلا بتعبه، ولا أمنوا إلا بمخاطرته، ولا أقدموا وتقدموا إلا بطلبه واستدعائه، ولا ناموا إلا بسهره، فالله تعالى يحرس بطول بقائه الإسلام، ويجعل عليه واقية باقية على ممر الأيام والأعوام، بمحمد وآله، عليه الصلاة والسلام ...
ذکر مسير السلطان إلى الديار المصرية ووفاة الملك المظفر
لما توجه الملك المظفر، والسلطان صحبته، صار يظهر تکبر ، وتغيرت
Bogga 67