Beerta Xayaadka leh ee Taariikhda Boqorka San
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Noocyada
وفي يوم الخميس ثالث عشر شوال من هذه السنة أركب ولده الملك السعيد بشعار السلطنة، وخرج بنفسه في ركابه، وحمل الغاشية راجلا بين يديه، وأخذها الأمراء، وعليهم الخلع الفاخرة، ولم يبق أحد من أولياء الخدمة إلا وعمته الخلع، ورجع السلطان إلى مقر ملكه، ولم تزل الملوك والأمراء والعالم في خدمته إلى باب النصر، ودخلوا من القاهرة رجالة يحملون الغاشية، وقد زينت أحسن زينة ؛ واهتم الأمراء بنصب القباب، وشق المدينة، وأتابكه الأمير عز الدين الحلي راكب إلى جانبه، ولم تزل الثياب الأطلس والعتابي وغيرها تفرش له إلى حيث عاد إلى قلعته، ولم يبق أمير إلا بسط، فحملت من ذلك أحمال تفرقها المماليك السلطانية، وأرباب المنافع، وانبسطت الأيدي والألسنة بالدعاء له يسألون الله إعزاز نصره، وإتمام هلاله، وبقاء بدره، وأن يجمع به للإسلام الشمل، ويتم نعمته عليه كما أتمها على أبويه من قبل.
وكتب مؤلف السيرة المولى محيي الدين التقليد بتفويض عهد السلطنة له. وفي سابع عشر الشهر المذكور اجتمع الأمراء، وقاضي القضاة والعلماء، وقرىء التقليد، وهو :
« الحمد لله منمتي الغروس، ومبهج النفوس، ومزين سماء المملكة بأحسن الأهلة، وأضوأ البدور وأشرق الشموس ؛ الذي شد ازر الإسلام بملوك يتعاقبون مصالح الأنام، ويتناوبون تدبير هم كتناوب العينين واليدين في مهمات الأجساد وملمات الأجسام.
Bogga 204