Beerta Xayaadka leh ee Taariikhda Boqorka San
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Noocyada
ولما أصبح ركب، وركب الناس في خدمته، وساق اليها ؛ وكان الفرنج - خذلهم الله ! - قد حفروا خنادق حول تل الفضول، وجعلوها معاثر في الطريق. ووقف الفرنج صفوفة على التل المذكور ؛ ولما أخذت العساكر أهبة القتال، والسلطان بنفسه يسوق ميمنة وميسرة، ويرتب الناس، حتى أنه مما كان يذكر اسم الله - سبحانه وتعالى ! - ويأمر الناس بالتهليل والتكبير، ويندب اليه من المصالح، تشوش صوته، وللوقت ردمت الخنادق بحوافر الخيل، وأيدي الرجالة من غلمان العساكر والفقراء المجاهدين. وطلع الناس إلى تل الفضول، وانهزمت الفرنج إلى المدينة، وحرق الناس ما حول عكا من الأبراج والأسوار، وقطعوا الأشجار، وحرقوا الثمار، فلا يرى الناس إلا دخانة، أو عجاجة، وسيوفة لامعة، وأسنة قاطعة. وساق العسكر إلى أبواب عكا، يقتلون ويأسرون، ففي ساعة واحدة قتل جماعة من كنودهم وفرسانهم وخیالتهم، وأسرت جماعة بخيولهم، وجرح أكابر هم، وحف بهم البلاء، وطمع فيهم الناس، ورموهما الخنادق بخيولهم، وفيهم جماعة من الديوية والاسبتار، وهرب من بقي من الفرنج إلى الأبواب من جهة الأسوار، ونزلوا لحفظ الأبواب، و[هم] يز عقون بصوت واحد : « الباب ! الباب ! » خوفا من الهجوم عليهم ؛ والسلطان واقف على رأس التل مما يلي عكا، ينعم ويعد، وحضر اليه رجل اسمه حسن 3، من أصحاب بن أطلس خان، بفارس طعنه ورماه، وقامت الضجة لأجل رميه من الفرنج، فأسره، وأعطاه السلطان منديله بأربعين فارسا. وضرب السلطان مشورة من أي جهة يأخذها وعرف أحوالها ؛ وحمل الأمراء واحد ثم واحد إلى الأبواب، فجرح في ذلك النهار من أعيان الأمراء الأمير جمال الدين أيدغدي العزيزي في ركبته جرحة خفيفة. ثم حمل الناس حملة واحدة إلى أن رموا الفرنج في الخنادق، وهلكت جماعة منهم في الأبواب. وكان أول ما وقف السلطان ساق الأمير على الشهر زوري عند اللقاء اقتلع رمحا من يد أحد الخيالة، أخذه وساق ؛ وكان مما أحضر تسعة حصن ببر کصطواناتها .
وثني بعد ذلك عنان فرسه امهالا وإهمالا، وسار إلى عسكره المنصور، فجلس، وأحسن إلى من جاهد، وفرق كتب البشائر على من عمل صالحا في ذلك اليوم، ولم يزل منتصبة كذلك إلى قريب العصر، [ثم ] ليس عدته، وساق إلى البرج الذي كان النقابون علقوه، فوقف حتى رمي، وأخرج منه بأمانه أربعة خيالة اخوة، ونيف وثلاثون راجلا. ولما جرح الأمير جمال الدين أيدغدي العزيزي، ساق اليه السلطان وسلم عليه، وسير اليه تشريفة من ملابسه الخاص.
Bogga 160