ولما كانت هذه الغزاة التي أذهب الله بها الحزن، وأعاد بها إلى العيون الوسن، وأنار بها الخطب الحالك، وحفظ بها الممالك ، أرهف - أيده الله فيها - عزما فلل جموع العدى، وأردى أهل الردي. واقتبس كل شجاع من مشكاة نور إقدامه ما وجد عليه إلى النصر هدى. وبعث من نباله المسددة ما لا تداوي جراحه ولا توسي. واتخذ بيمينه سيفا كم تلا العدو عند كثرة قتلاه تعجبة وما تلك بيمينك يموسي. وكم قال : هذا سيفي الذي هو حية تسعى. والذي كم فرق بقوة الله لفرق الشرك جمعا، والذي أذاق التتار مصائب تتري. والذي أشيد به مباني الملك الشريف الناصري، ولي في خدمته مآرب أخرى. وكم حمل حملة لا عزمه فيها ينثني ولا يده ترتد ولا حده ينبو، أضرم بإقدامه نارا في العدى لا تخبو. وكم عضد ملكه وساعفه، وأبدى كل جميل وأظهر، وكم ساعده باهتمام وظافره باعتزام، ولا تنكر المظافرة للمظفر. حتى طلع وجهه في سماء النقع بدرا، وسلطانه شمسا جلت خطبا مكفهرا. ورأى الناس اجتماع الشمس والقمر في وقت فقالوا: هذه آية كبرى، وخضب يده من دماء العدى، وأخرجها بيضاء من غير سوء، فقالوا: هذه آية أخرى. وتحققوا أن بركة سميه صلي الله عليه وسلم نمت عليه حتى بلغته من كل سعادة مناه، وظهر أن دعواته مجابة، حيث يتلو: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى ولدى وأن أعمل صلحا ترضته.
ولقد شهدت مواقف المولى
الذي ساد الملوك مآثرا ومفاخرا
موسى المظفر، والذي بجاده
لعصابة الإسلام أصبح ناصرا
هزم الأعادي واسترق عتاتهم
فتراه إما آسرا أو كاسرا
الاقاهم فتفللوا وتحصنوا
فغدا لهم بعد القتال محاصرا
لورام قس وصف بعض صفاته
لغدا - لعمر أبيك - قس قاصرا
فمظفر هزم الأعادي أولا
ومظفر هزم الأعادي آخرا
الحمد لله وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه .
Bog aan la aqoon