============================================================
يأوى إلى غيضة فيها سباع قال فمر بنا أبو يزيد وقد قلب فروة على ظهره فقلت للفتى هذا أبو يزيد فانظر إليه فنظر الفتى إليه فصعق فحركناه فإذا هو ميت فقلت لأبى يزيد يا سيدى قتلت صاحبنا أو قال قلت نظره إليك قتله فقال لا ولكن صاحبك كان صادقا وأسكن فى قلبه سر لم ينكشف له وصفه فلما رآنا انكشف له سر قلبه فضاق عن حمله لأنه كان فى مقام الضعفاء المريدين فقتله ذلك رضى الله عنه ونفع به آمين.
الحكاية الخامسة والشمانون بعد المائتين عن يحيى بن عاذ رضى الله عنه قال رأيت أبا يزيد فى بعض مشاهداته من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر مستوفزا على صدور قدميه رافعا أخمصيهما على عقبيه عن الأرض ضاربا بذقنه على صدره شاخصا بعينيه لا يطرف قال ثم سجد عند السحر فأطال ثم قعد فقال اللهم إن قوما طلبوك فأعطيتهم المشى على الماء والمشى فى الهواء وطى الأرض وانقلاب الأعين حتى عدد نيفا وعشرين نوعا من كرامات الأولياء فرضوا بذلك وإنى أعوذ بك من ذلك ثم التفت فرآنى فقال يجيى قلت نعم يا سيدى قال منذ متى أنت ههنا قلت من حين فسكت فقلت يا سيدى حدئنى بشيء فقال أحدثك بما يصلح لك أدخلنى الحق فى الفلك السفلى وأرانى الأرض وما تحتها إلى الثرى ثم أدخلنى فى الفلك العلوى وطوف بى فى السموات وأرانى ما فيها من الجنان إلى العرش ثم أوقفنى بين يديه فقال سلنى آى شىء رأيت حتى أهبه لك فقلت ما رأيت شيئا أستحسنه فأسالكه فقال أتت عبدى حقا تعبدنى لأجلى صدقا لأفعلن ولأفعلن فذكر أشياء قال يحيى فهالنى ذلك وعجبت منه فقلت له يا سيدى لم تسأله المعرفة وقد قال لك ملك الملوك سلنى ما شئت قال فصاح بى صيحة وقال اسكت ويلك غرت عليه منى لأنى لا أحب أن يعرفه سواه وأنشد أحدهم: ولا تذكرا لى العامرية إننى أغار عليها من فم المتكلم الحكاية السادسة والثمانون بهد المائين قال أحدهم سألت عبد الرحمن بن يحيى عن التوكل فقال لو أدخلت يدك فى فم التنين حتى بلغ الرسغ لا تخاف مع الله غيره قال فخرجت إلى أبى يزيد لأساله عن التوكل فدققت الباب فقال أليس لك فى قول عبد الرحمن كفاية فقلت افتح لى الباب فقال إنك ما جثتنى زاثرا وقد أتاك الجواب من وراء الباب ولم يفتح لى فمضيت ولبثت سنة ثم قصدته فقال مرحبا جئتنى الآن زائرا فبقيت عنده شهرا فكان لا يخطر بقلبى شىء إلا أخبرنى به.
Bogga 237