130

============================================================

قال فقلت لها ياجارية أنا مسحمد بن الحسين قالت لقد سألت الله تعالى أن يجمع بينى وبينك يا أبا عبدالله ما فعل حسن صوتك الذى كنت تحيى به قلوب المريدين وتبكى به عيون السامعين فقلت باق على حاله قالت فبالله عليك أسمعنى شيئا من القرآن فقرأت *بسم الله الرحمن الرحيم} فصرخت صرخة عظيمة وغشى عليها فرششت على وجهها الماء فأفاقت ثم قالت يا أبا عبدالله هذا اسمه فكيف لو عرفته وفي الجنان رأيته اقرأ يرحمك الله فقرأت أم حسب الذين اجتر حوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم وماتهم ساء ما يحكمون(1) فقالت ياأبا عبدالله مسا عبدنا وثنا ولا قبلنا صنما اقرأ يرحمك الله فقرأت { إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بثس الشراب وساعت مرتفقا(2).

فقالت ياأبا عبدالله لقد الزمت نفسك القنوط روح قلبك بين الرجاء والخوف اقرأ يرحمك الله *وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة(3)) وقرأت أيضا (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(4) فقالت واشوقاه إلى لقاثه يوم تجلى لأوليائه اقرأ يرحمك الله فقرأت * يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون}(5) إلى قوله لأصحاب اليمين} فقالت يا أبا عبدالله أراك قد خطبت الحور العين فهل بذلت من مهورهن شييا فقلت دليني يا جارية فإنى مفلس فقالت عليك بقيام الليل وصيام النهار وحب الفقراء والمساكين ثم أنشأت تقول: ياخاطب الحسوراء في خدرها وطالبا ذاك على قدرها هض بجد لا تكن وانيا وجاهد الف على صسبرها وقم إذا الليل بدا شط ره وسم نهارا فهو من مهرها فلو رأت عيناك اقالها وتد بدت رمانتا صدرها وهى تاشى بين آتراها وعقدها يشرق في نحرها لهان في عينيك هذا الذى تراه في دنياك من زهرها (1) الجاثية: الآية 21.

(3) عبس: الآيتان 38، 39.

(4) القيامة : الآيتان 22، 23.

(5) الواقعة: الآيات: 17- 19.

Bogga 130