118

============================================================

الحكاية الاولى بعد المائة ن الضعالك بن هزاحم رضي الله عنه قال خرجت في ليلة جمعة أريد المسجد الجامع فى الكوفة وكاتت ليلة راهرة مقمرة فإذا أتا بشاب فى بعض رحاب المسجد ساجدا وهو يجود بالبكاء، فلم أشك أنه ولى من أولياء الله تعالى فقربت منه لأسمع مايقول فإذا هو يقول : عليك يا ذا الجلال معتمدى طوبى امن كنت آنت معناه طوبى لمن بات خائفا وجلا يشكو إلى ذى الجلال بلواه و ما به علة ولا سقم لكثر من به لمولاه اذا خلا فى الظلام مبته لا أجابه الله ثم لباه قال فلم يزل يكرر عليك يا ذا الجلال معتمدى وهو يبكى وأنا أبكى رحمة لبكائه، ثم ذكر كلاما معناه أته رأى نورا، وسمع كلاما يقول : بيك عبدى فأت فى كنفسى وكل ما قلت قد سمعاه صوتك تشتاقة ملائكتسسسى وذنبك الآن قد غفرتاه (قلت) لعل هذه الرؤية والسماع المذكورين وقعا فى حال النوم أو فى غيبة والله اعلم.

قال فسلمت عليه فرد على السلام فقلت له بارك الله لك في ليلتك وبارك فيك من آنت يرحمك الله قال أنا راشد بن سليمان فعرفته بما كنت سمعت من آمره وخبره وكنت أتمنى لقياه فلم أقدر على ذلك حتى يسر الله تعالى فقلت له هل لك فى صحبتى فقال هيهات وهل يأنس بالمخلوقين من تلذذ بمناجاة رب العالمين أما والله لو خرج على أهل عصرنا هذا أحد من المشايخ أصحاب النيات الصحيحة لقال هؤلاء أحزاب لايؤمنون بيوم الحساب، قال ثم غاب عن بصرى فلم أدر أفى السماء صعد أم فى الأرض نزل فأشفقت على مفارقته، ثم سألت الله تعالى أن يجمع بينى وبينه قبل الموت فلما كان فى بعض الأعوام خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام، فإذا أنا به فى ظل الكعبة ونفر يقرعون عليه سورة الأنعام فلما نظرنى تبسم وقال هذا لطف العلماء وذاك تواضع الأولياء ثم قام إلى وعانقنى وصافحنى وقال هل سألت الله تعالى أن يجمع بيننا قبل الموت فقلت تعم فقال الحمد لله رب العالمين على ذلك فقلت له رحمك الله أخبرنى عما رأيت تلك الليلة وسمعت فشهق شهقة ظننت أنه قد انفتق حجاب قلبه وخر مغشيا عليه ونفر الرهط الذين كانوا يقرعون عليه فلما أفاق قال يا أخي هل يغيب عنك ما الله تعالى فى قلوب أهل محبته من المهابة عن تفسير

Bogga 118