الحمد لله المقدس عن الأشباه والنظائر المتحجب عن الأبصار والنواظر المنزه عن الحدوث والزوال والأصوات والألفاظ الظواهر والضمائر العالم بما تكنه السرأثر والضمائر أحمده على نعم لا تحصى وأشكره على اندفاع نقم لا تتقصى وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له كريم وعت رحمته ذنب من عصى وقى ومن آياته أن جعل حية تسعى من عصا وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد عبده ورسوله الذي أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه عدد الرمل والحصى وبعد فإني لما زرت المسجد الأقصى سنة إحدى وسبعين وثمان مائة وطالت مدة إقامتي مناك محو أربعة أشهر أو دونها ورأيت تلك المواطن الشريفة والمعاهد الجليلة والمنيفة أردت الاطلاع على فضائلها وما أعد لزأثرها وقاصدها فسألت بعض الفضلاء هناك عن أحكام تتعلق بها كمضاعفة قاصد الصلاة من أعمال البر بها وهل ذلك خاص بالمسجد الأقصى أو مطرد فيما حوله من سائر بيت المقدس وغير ذلك فلم أجب بشيء فتطلبت كتابا شافيا في ذلك فلم أجد فاستخرت الله الكريم الوهاب سبحانه وتعالى في جميع ما تيسر من ذلك وقد وقفت على فضائل القدس للشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي وهو جزء لطيف وعلى ما حضرني من الجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى للإمام بهاء الدين أبي محمد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحن بن هبة الله بن عاكر وهو المجلد الأوسط منه وعلى بعض كراريس تتلوه فيها الجزء السادس عشر والسابع عثر والمجلد المذكور مقروء على مؤلفه وهو أجزاء أوله الثاني عشر وآخره الخامس عشر وعلى كل جزء طبقة سماع جماعة من الفضلاء والأكابر وعلى الجزء الخام طبقة سماع على مؤلفه مؤرخة بتاسع شهر رمضان سنة ت وقعين وخم مائة بالمسجد الأقصى وطبقة أخرى على مؤلفه أيضا مؤرخة بسابع ربيع الأول سنة ثمان وتسعين
Bogga 4
وخمس مائة وطبقة أخرى أيضا على غير مؤلفه وهو الشيخ إمام العالم تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن الإمام شهاب الدين أبي اسحق بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي سمع عليه الإمام العلامة تاج الدين عبد الرحمن بن الإمام الزاهد برهان الدين إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري والإمام محي الدين أبو زكريا يحي بن شرف بن مري النواوي وغيرهما بقراءة الفقيه العالم المحدث شرف الدين بن أحمد الشيخ الإمام برهان الدين إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري وتوفي الحافظ بهاء الدين سنة ستمائه ووقفت أيضا على مجلد أوله الجزء الأول وآخره أوائل الجزء العاشر من كتاب الأنس في فضائل القدس لأبن عم الحافظ بهاء الدين المذكور وهمو القاضي الإمام العالم الثقة أمين الدين أحمد بن محمد بن الحن بن هبة الله الشافعي والمجلد المذكور مقروء على مؤلفه وعليه طبقات سماع عالية آخرها مؤرخ بيوم الخميس خام عشري شوال سنة ثلاث وستمائه مجامع دمشق ومقروء على غيره ثم قال وقد جمعت هذا الكتاب واعتمدت فيه على كتاب ابن عمي الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم رحمهما الله تعالى المسمى بالجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى وخرجت من مسموعاتي ورواياتي ما ساويته في إسناده وشاركته في روايته عن مشايخه وأفراده مع ماله من القدمة والبق وتفرد به من الحفظ والحذق وكونه أعلى الجماعة ستا وأحن من جمع الحديث فنا انتهى ووقفت أيضا على كتاب باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس للشيخ برهان الدين الفزاري وقد قال في ديباجته إنه منتخب في فضائل بيت المقدس وقبر الخليلى غالبا من كتب المستقصي للحافظ بهاء الدين بن عاكر والقليل من كتاب أي المعالي المشرف بن المرجا المقدسي واعز إليه ما نقلته منه والباقي من المستقصى قال وحذفت الأسانيد من ذلك كله لما اقتضته المصلحة في ذلك انتهى ووقفت أيضا على مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام للشيخ الإمام العالم شهاب الدين أبي محمود بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال بن تميم بن سرور المقدسي الشافعي وفرغ منه يوم الأربعاء ثالث عشر شعبان سنة اثنين وخمسين
Bogga 5
وسبعمائة ومولده سنة أربع عشرة وسبعمائة ووفاته بالقدس سنة خمس وستين وسبعمائة ودرس في البكرية بعد الحافظ العلائي وذكره الحافظ الذهبي في معجمه المختص فقال الإمام المحدث شهاب الدين أبو محمود طالب مفيد سريع القراءة انتهى قال الشيخ شهاب الدين المذكور في ديباجة كتابه المذكور وجعلته في كتاب الفضائل كلها المشار إليها والمعول عليه إذ بينت حال احاديثه وآثاره غالبا الصحيحة والحان والضعيفة والموضوعة ولي كذلك من صنف في الفضائل بل أورد أحاديث مجملة دون بيان انتهى والظاهر أنه تعرض بصاحب الجامع المستقصى فقد فعل كذا إلا نادرا وكذا ابن عمه صاحب كتاب الأنس ووقفت أيضا على كتاب إعلام الاجد بأحكام المساجد للشيخ بدر الدين الزركشي ووقفت أيضا على تسهيل المقاصد لزوار الماجد للشيخ شهاب الدين احمد بن عماد الأقفهسي الشافعي بخطه ووقفت أيضا على جزء لطيف فيه فضائل الشام ودمشق للشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن شجاع الربعي المالكي وأسمع هذا الجزء بدمشق في المسجد الجامع سنة خمس وثلاثين وأربع مائة واختصر هذا الجزء الشيخ برهان الدين الفزاري بحذف الأسانيد وحذف ما قام غيره مقامه كما قال في الديباجة قال وذكرت مضمونه على ترتيبه في ثمانية عشر فصلا وسأذكر ذلك في الفصل السابع والثلاثين وسماه الإعلام بفضائل الشام ووقفت أيضا بالمسجد الخليلي على ساكنه الصلاة والسلام على تأليف لشخص متأخر عاصرناه سماه مثير الغرام في زيارة الخليل وفي آخره مؤلفه إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد كامل التدمري الشافعي الخطيب والإمام يومئذ مقام سيدنا الخليل وكلامه يدل على أنه ألف هذا التاليف سنة أربع عشر وثمان مائة حيث قال واخر الفصل الأول وبين وفاة الخليل والهجرة على ما صححه المسلمون ألفان وستمائة واثنتان وثلاثون سنة على القول إن عمره مائتا سنة وهو أوسط الأقوال ومن الهجرة إلى عصرنا هذا ثمانمائة سنة وأربع عشر سنة فيكون من وفاة الخليل إلى
Bogga 6
عصرنا هذا ثلاثة آلاف سمنة وأربعمائة سنة وست وأربعون سنة انتهى وحكى في هذا التأليف عن الإسنوي فقال وقال شيخنا عبد الرحيم الإسنوي والبلقني فقال وقال شيخنا سراج الدين البلقيني وهذه الكتب هي العمدة في جمع هذا التأليف وأضيف إلى ذلك ما تير من غيرها كالترغيب والترهيب وكلام الحافظ صلاح الدين بن كيكلدي العلائي في كتابه مائل الأنس في تهذيب الوارد في فضائل القدس وغير ذلك ما سيأتي إن شاء الته تعالى وأول ما وقفت عليه في هذا الفن المجلد المذكور وأول ديباجة هذا الكتاب من الجامع المستقصي فوجدته مفيدا شاملا لمقاصد هذا الفن غير أنه لم يتكلم على مروية بصحة ولا غيرها وذلك أمر حاجي لتتم الفائدة ويكون الواقف عليه على بصيره من الأمر وليتوفر الدواعي على العمل بغير الموضوع منه وتتبع ذلك يتوقف على فراغ وكثرة الطلاع وسعة باع في أسماء الرجال وما حكم به الأئمة الحفاظ على كل مروي ثم قلت في نفي الموضوع نزر يسير وغيره هو الكثير وغايته أن يكون ضعيفا وقد قال الإمام العلامة النووي رحمه الله في غير موضع فضائل الأعمال يعمل فيها بالأحاديث الضعيفة وحكاه عن العلماء فاستخرت الله تعالى في تلخيصه محذف السند فأقول وبسنده إلى فلان ورما حذفت بعض المكرر من المقن ما لا يتعلق بما محن فيه طلبا لصغر حجمه وأزيد عليه ما تير من الكتب المذكورة وغيرها ومن الكلام على مقن المروي أو سنده ورتبته على سبعة وثلاثين فصلا - الأول في أسمائه وفي آخره أنه لا يقال له الحرم وفي الفصل الخام عن كعب الأحبار النهي عن تسميته إيلياء - الثاني متى وضع - الثالث في بناء داود إياه وفي الفصل الثاني والثلاثين عند ذكره ذكر موضع قبره - الرابع في بناء سليمان إياه وفيه دعاؤه لمن دخله مخمس خصال وفي الفصل الخام والعشرين أنه دعى في الموضوع المسمى بكرسي سليمان في آخر باب المسجد وفي هذا الفصل أي الرابع فائدة في قدر ارتفاع الصخرة زمن
Bogga 7
سليمان وارتفاع القبة المبنية عليها وفي آخره فائدة أن هذا المسجد أكبر ماجد الإسلام وفي ذكر ذرعه وفي الفصل الحادي والعشرين ذكر قبر سليمان الخامس في فضل بيت المقدس وفيه القدس مقدس في السماء بمقداره في الأرض وبيت المقدس من مدائن الجنة وبيت المقدس صفوة الله من بلاده وفيه عن كعب الأحبار النهي عن تسميته إيلياء ونزل الحنان والرحمة عليه والطل الذي ينزل عليه شفاء من كل داء والجنة محن شوقا إليه وهو صرة الأرض والجنة على أحاجينه وهو بلد محفوظ وأرض المحشر والمنشر ونزول النور عليه ونزول القرآن به ونزول الملائكة عليه وتسبيح الملائكة به وهو أقرب الأرض إلى الماء ورباط أعله وفضل مائه ومن قال أنه الربوة التي في القرآن وطواف الفينة به وثواب الاستغفار للمؤمنين به وثواب عمارته ولا يزال به رجل يعمل بعمل آل داود وفضل إسراجه وأنه يقوم عن العاجز عن زيارته مقامها والنهي عن استقباله ببول أو غائط ومن قال غيابة الجب به ومن مات به وفضل الإحرام منه - السادس في مد الرحال إليه وفي المشي إليه وهل الأفضل المشي أو الركوب ونذر الإتيان المجرد إليه ونذر المشي والصلاة والاعتكاف فيه ومن أين يدخل بيت المقدس ومن أين يدخل مجده - السابع في فضل زيارته وسؤال سليمان ربه عز جل ثلاثا - الثامن في فضل الصلاة ومضاعفتها في بيت المقدس وفيه فائدة في أن كل بر هل يلتحق بالصلاة ويعضده ما في الفصل الأتي عقبه وأن المضاعفة في الصلاة هل تعم الفرض والنفل أو النفل في البيت أفضل إلا ما استثني فيه - التاسع في تضاعف الحنتات والسيئات وفي آخره عن أالمشرف وغيره المراد بتضعيف اليثات - العاشرة في فضل الصدقة به - الحادي عشر في فضل الصوم به - الثاني عشر في فضل الآذان به
Bogga 8
- الثالث عشرة في فضل الصخرة وأنه في الجنة وأنها تحول يوم القيامة مرجانة بيضاء وفي آخره إشارة إلى المراد بقول العبي عن الصخرة فيكون هو عليها وما شاكل ذلك وهو مبين في الفصل الخامس عشر ثم فائدة في أنه لم ييعث نبي إلا جعلت الصخرة قبلته وما أضيف إلى ذلك ثم فرع في أن ما عندها هو أفضل بقعة في المسجد - الرابع عشر في ذكر الماء الذي يخرج من أصل الصخرة وأنها على نهر من أنهار الجنة وفيه مهمة أن الصخرة في وسط المسجد انقطعت من كل جهة لا يمسكها إلا الذي يمك الماء أن تقع على الأرض إلا باذنه وتقدم في الفصل الرابع ذكر قدر ارتفاع الصخرة زمن مليمان وفي هذا الفصل الرابع عشر ذكر موضع القدم الشريف وأصابع الملائكة الخام عشر في تواضع الصخرة لله عز وجل وما قاله الله تعالى وفيه تنبيه بتأويل ما نقل عن الله عز وجل كعروجه عن الصخرة - السادس عشر في ذكر الله التي كانت على ظهر الصخرة - السابع عشر ما يستحب أن يدعا به عند دخول الصخرة وفي آداب دخولها وقول المشرف أنه يضع يده عليها ولا يقبلها وفي أواخر الفصل ما يتعلق ما قال وفرع في ذكر من يدخلها - الثامن عشر في الصلاة عن يمين الصخرة وشمالها وفي آخره فرع في زيارة موضع القدم الشريف - التاسع عشر فيما يكره من الصلاة على ظهر الصخرة وفيه عن باعث النفوس والأقليد ما يتعلق به - العشرون في النهي عند اليمين عند الصخرة وفيه عن إعلان الساجد وكذا المسجد الحرام ومسجد المدينة - الحادي والعشرون في فضل البلالة السوداء وفيه من أين يدخل إلى الصخرة وتنبيه عن المشرف في استحباب الصلاة على البلاطة السوداء والدعاء بدعاء معين وفي آخره ذكر قبر سليمان عند البلاطة المذكورة
Bogga 9
- الثاني والعشرون في قيام عزرائيل وإسرافيل على الصخرة - الثالث والعشرون ما يستحب من الدعاء عند قبة المعراج وفي مقام النبي وفضل قبته وصلاته بالأنبياء والملائكة عندها وفيه تنبيه عن المشرف في استحباب قصد قبة المعراج والصلاة فيها والاجتهاد في الدعاء وغير ذلك وقصد قبة النبي وفعل ما تقدم فيها وما أضيف إلى ذلك وفائدة في موضع العروج وفيه تنبيه عن المشرف في أنه يستحب الوقوف على مقامه م والدعاء بدعاء معين - الرابع والعشرون فيما يدعا به عند قبة السلسلة وذكر الله وفائدة في أن سليمان جعل تحت الأرض مجلا وبركة ماء إلى آخره وفائدة متى بنيت قبتها والقبة شامي الصخرة - الخامس والعشرون في باب حطة وباب التوبة وسور المسجد ووادي جهنم وحديث الورقات ومحراب عمر بن الخطاب وهو الذي عند المنبر اليوم وأقول بقية المحاريب كمحراب زكريا ومحراب داود ومحراب مريم عليهم السلام وذكر الحافظ أبو محمد القاسم محراب داود كما سيأتي أوائل الفصل التاسع والعشرين ومحراب معاوية وباب الرحمة ولعل الحافظ أبا محمد القاسم استغنى عن ذكره بذكر سور المسجد وباب السكينة ومكن الخضر وإلياس عليهما السلام ببيت المقدس كذا في كتاب الأنس وفي فضائل بيت المقدس للحافظ أبي بكر الواسطي الخطيب باب مسكن الخصر ولم يبوب له في مثير الغرام بل ذكر مكنه في ترجمته عند ذكر من دخل بيت المقدس من الأنبياء عليهم السلام والصخور التي في أخريات المسجد والموضع الذي يقال له كرسي سليمان وهو الموضع الذي دعا فيه لما فرغ من بناء المسجد كما تقدم ذكره في الفصل الرابع وباب النبي والموضع الذي خرقه جبريل عند باب الني ويقال من صلى ركعتين عند باب حطة له ثواب بعدد من قيل له من بني اسرائيل أدخل فلم يدخل وباب التوبة عند محراب مريم ويقال أن جب الورقة داخل المسجد عن
Bogga 10
يسار الداخل من الباب المقابل للمحراب كذا في المستقصى وكتاب الأن كما سيأتي ويأتي هناك أيضا في رواته من أبي عبلة تسمية الجب جب سليمان - السادس والعشرون في ذكر عين سلوان والعين التي كانت عندها والبثر المنسوب إلى أيوب - السابع والعشرون في النهي عن دخول الكنائس وفيه فروع - الثامن والعشرون في ذكر البرك التي كانت ببيت المقدس وما كان به عند قتل علي والحسين ومن قال أنه كالاجمة ورغب عن أهله وهو كأس من ذهب مملوء عقارب وحمل ذلك على بني إسرائيل وطلسم الحيات وعمران بيت المقدس خراب يثرب واتصال الحوض به ولا يعد من الخلفاء إلا من ملك المسجدين وأقول ونزول الخلافة الأرض المقدسة وطور زيتا والسامرة والجبال المقدسة وفي آخره ذكر جبل قاسيون وفائدة فيمن رأى أن يزور المواضع المتقدمة ومن لم يزرها ورجوع الماء إلى عنصره - التاسع والعشرون في فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس وفيه ذكر محراب داود وتقدم ذكره في الفصل الخامس والعشرون وتاريخ فتحه وكشفه عن الصخرة التراب والزبل وقوله لكعب آين ترى يجعل المصلى أي القبلة وقبلة المسجد - الثلاثون في ذكر بناء عبد الملك بن مروان الصخرة وما أضيف إلى ذلك وفيه كان في وسط قبة الصخرة درة اليتيمة وقرنا كبش إبراهيم وتاج كرى معلقة قيها ثم حولت إلى الكعبة لما صارت الخلافة لبني هاشم وذكر أمور تتعلق بالمسجد كعدد أبوابه ومحاريبه ومنابره وغير ذلك وفيه فائدة في طوله وعرضه ثم ذكر أن الكعبة تهدمت فأمر المهدي ببنائها وفيه من الفوائد ست - الأولى إن أبوابها كانت ملبسة ذهبا وفضة وفيه أن سقط تنور فضة إلى آخر ذلك - الثانية إن بيت المقدس لم يزل بيد المسلمين من لدن فتح عمر إلى آخر ذلك - الثالثة إن اليهود كانت تسرج ببيت المقدس إلى آخر ذلك
Bogga 11
- الرابعة بني عبد الملك المسجد سنة سبعين من المجرة إلى آخر ذلك - الخامسة لم يزل بيت المقدس بيد الفرنج نيفا وتعين سنة إلى آخره - السادسة أجمع الطوائف على تعظيم بيت المقدس خلا السامرة إلى آخره - الحادي والثلاثون في جامع لفضائل بيت المقدس من كل فن - الثاني والثلاثون في ذكر من دخله من الأنبياء عليهم اللام - الثالث والثلاثون فيمن دخله من أعيان الصحابة والتابعين وغيرهم - الرابع والثلاثون في فروع تخص المسجد الأقصى وخاتمة فيما لا يخصه - الخامس والثلاثون في زيارة الخليل وفيه مقاصد الأول مولده الثاني في فضله وقصته عند إلقائه في النار وضيافته وقصة من لم يأكلها وكرمه الثالث في خلته ومعنى الخلة الرابع في ختانه وتسروله وشيبه الخامس في رأفته بهذه الأمة السادس في أخلاقه الكريمة وسنته المرضية التي لم تكن لأحد قبله وصارت شرائع وآدابا لمن بعده السابع في عمره وقصته عند موته الثامن في كسوته يوم القيامة التاسع في الذبح ومن هو الذبيح وعمر إسحاق وكم كان عمر أبيه وأمه حين ولد وأمه ساره والخلاف في نبوتها ونبوة غيرها من التاء العاشر في قصة يعقوب وعمره الحادي عشر في شيء من قصة يوسف وصفته وسته عند فراقة ليعقوب ومدة غيبته عنه وعمره ومدفنه وكم بيت وبين موسى عليهما السلام الثاني عشر في فضل زيارة الخليل وشراء المغارة من ملك ذلك الموضع وهو عفرون وأول من دفن فيها ثم البقية وذكر علامات القبور وما استدل به لصحتها وكم لبناء الحير الذي بناه سليمان وآداب زيارة القبور وبيان موضع قبر يوسف وتسمية داخل الحير مسجدا وجواز دخوله وثبوت أحكام المسجد له وتسميته حرما واقطاع تميم الداري وغيره الثالث عشر في مولد إسماعيل ونقله إلى مكة وركوب إبراهيم البراق لزيارة هاجر وإسماعيل وموتها ومدفنها وعمره ومدفته وكم بين وفاته ومولد نبينا الرابع عشر قصة لوطم وموضع قبره والمغارة القريبة تحت المسجد العتيق تجاهه ومسجد اليقين والمغارة شرقية
Bogga 12
- السادس والثلاثون فيما قيل في قر سيدنا موسى وعمره وفيه فائدة في سؤال الدنو من الأرض المقدسة وصلاته في قبره وفائدة في رأفته على هذه الأمة وفائدة في بعض معجزاته وفائدة في سبب تسميته موسي - السابع والثلاثون في فضل الشام وفيه فوائد - الأولى في تسميتها بذلك - الثانية في حدودها - الثالثة فيما ورد في فضلها من الآيات والأخبار والآثار ويشتمل ذلك على حثه على سكناها وتكفل الله تعالى لما ولأهلها وعمود الإسلام بالشام وعقر دار المؤمنين بالشام والبراغيث بالشام تنفي خطاياهم وحديث مكة آية الشرف وخصوصيات آخر وفي آخره وبنو هاشم سادات الناس وحديث ستكون أجناد مجندة شام الحديث والشام صفوة الله من بلده يكنها خيرته من عباده الحديث وفي لفظ يجتبي إليها من يشاء من عباده ويخرج نار من حضرموت الأثر وحديث عنيك بالشام وأهله والزم من الشام ودعاؤه لهما بالبركة وقول أي ملم كان ستة رجال يحملون عنقود عنب إلى آخره وقول كعب إن الله بارك من العريش إلى الفرات وما جاء أنها أرض المحشر والمنشر وإن الناس يحشرون مشاة وركبانا الحديث وبط الملائكة أجنحتها عليها وإن الملائكة تغشى دمشق ليلة الجمعة الحديث وأن تمعة أعشار الخير فيها وحديث دخل إبليس العراق فوجد حاجته ثم دخل الشام فطردوه ثم دخل مصر الحديث ونزول القرآن بها ورياط أهلها وأنهم سوط الله ينتقم بهم من عصاه ومن قال الأبدال بالشام الرابعة في فضل مواضع مخصوصة بالشام وفلسطين ودمشق والغوطة وفي دمشق مواطن مجدها ومن قال إنه كان بتانا لهود النبي م ومن قال إن حائطه القبلي من بنائه وفيه قبره ومن قال حيطانه الأربعة من بنائه وفيه قبره ومصلى الخضر من مجدها والموضع الذي منه الصلاة فيه كالصلاة في بيت المقدس وخارج باب الساعات صخرة يوضع عليها القربان وأقول ليس
Bogga 13
خارج باب الساعات اليوم صخرة بهذه المثابة لكن داخله عند يمين رأس الرواق الشرقي صخرة يذكر أن لما شأنا والمنارة شرقيه وموضع رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام وحصن دمشق وباب الفرادي والمقبرة به ودمشق أكثر المدن أبدالا والبناء فيها لا يحاسب عليه يوم القيامة وجبل قاسيون وفيه الموضع ببرزة والمغارة المعروفة بمغارة الدم أي دم هابيل وفيه الكهف ومعقل عيسى بن مريم وأمه عليهما السلام في المغارة فوق النيرب الأعلى بين النهرين وأقول ولعله الموضع الذي يزار في الجبل شمالي المسجد وهو بين نهر يزيد ونهر ثوري ونهر بردي ومن قبر بدمشق ومن ولي دمشق فعدل فيهم نزل عليه النصر من الماء ومن عاملهم بغيره حل عليه البلاء وقصمه الله تعالى وإن البركة تضاعف في دمشق وفي لفظ تضاعف مرتين وذكر أن قرية حرستا بالغوطة يخف بها قبل خروج المهدي اللد والرملة والأردن وغزة وعسقلان وبيت لحم وحمص وقنسرين وأنطاكية وأنا أستمد العون من القوي المتين وأمد أكف الضراعة إلى من يجيب دعوة المضطرين أن يتم هذا التأليف على الوجه الأتم الأنفع الأعم وأن ينفع به مؤلفه وكاتبه وقارئه ومتمعه والعامل به وميع المسلمين وأن يرزقني فيه الإخلاص لما يكون كفيلا لي في الآخرة بالخلاص ومن التوفيق ما يدلني على أرشد طريق وأرجو منه سبحانه وتعالى الإعانة على حزن الأمر وسهله والتوكل عليه واعتصم بحبله وأسأله أن يعصمني من الخطأ والزلل ويوفقني لما يرضاه من العمل إنه نعم المولى ونعم النصير وهو عفو كريم قدير وبالإجابة جدير
Bogga 14
الفصل الأول في أسمائه في إعلام الاجد جمعت فيه سبعة عشر أسما وهي من النفائس المهمة المسجد الأقصى سمي أقصى لأنه أبعد الماجد التي تزار ويبتغى بها الأجر من المسجد الحرام وقيل لأنه ليس وراءه موضع عباده وقيل لبعده عن الأقذار والخبائث وجزم بالأول في شرح مسلم قال وكلاهما من إضافة الموصوف إلى صفته وجوزه الكوفيوز وتأوله البصريون محذوف مضاف أي مسجد المكان الحرام والمكان الأقصى وسيأتي في الفصل الخامس عن عبد لله بن سلام أنه قال للنبي لما تلا قوله تعالى إلى المسجد الأقصى ولم سماه الأقصى قال لأنه وسط الدنيا لا يزيد شيئا ولا ينقص قال صدقت مسجد إيلياء بهمزة مكسورة ثم ياء آخر الحروف ساكنة ثم لام مكسورة ثم ياء آخر الحروف ثم ألف مدودة ككبرياء وحكى البكري فيها القصر قيل معناه بيت الله المقدس حكاه الواسطي في فضائله وحكى صاحب الطوالع فيه لغة ثالثة حذف الياء الأولى وسكون السلام وبالمد وفي مسند أبي يعلى الموصلي عن أبن عباس الإلياء بألف ولام واستغربه النووي بيت المقدس بفتح الميم وسكون القاف أي المكان الذي يطهر من الذنوب والقدس الطهر قال الواحدي قال أبو علي الفارسي يحتمل أن يكون مكانا على معنى أنه بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة وتطهيره إخلاؤه من الأصنام وإبعاده منها البيت المقدس بضم الميم وفتح الدال المشددة أي المطهر وتطهيره إخلاؤه من الأصنام قال ابن سراقه ويقال الأرض المقدسة ثلاثة فلسطين والأردن ودمشق وهو ما أدركه بصر إبراهيم حين رفع على الجبل وقيل له ما أدرك بصرك فهو ميراث لك ولولدك من بعدك
Bogga 27
ييت المقدس بضم الدال وسكونها لغتان سلم لكثرة سلام الملائكة فيه قال ابن بري وأصله شلم بشين معجمة لأن شين العجمية سين في العربية والسلام شلام واللسان لشان والاسم اشم قال ابن الاثير شلم بالمعجمة وتشديد السلام اسم بيت المقدس ويروى بالمهملة وكسر السلام كأنه عربه ومعناه بالعبرانية بيت اللام أو شلم بضم الممزة وفتح الشين وكر السلام المخففة قال أبو عبيدة معمر بن المثنى والأكثرون بفتح الشين واللام كورة الياه أو شليم بيت إيل صهيون مصروث بصاد مهملة وثاء مثلثة بابوش موحدتين وشين معجمه في آخره كور شيلاه شليم أزيل صلمون ذكر هذه الحين بن خالويه خلا ثانيها وثالثها وخامسها انتهى كلام الإعلام وذكر الحافظ أبو محمد القاسم أورسلم كما سيأتي في الفصل الخامس وفي النخة المذكورة في ديباجة هذا التأليف على الثين قلامة إشارة إلى أنها بالمهملة وفي الفصل الخام عشر أورشلم بشين معجمة بخط خطيب المسجد الأقصى يعني الواسطي ثم قال وفي الأصل روسلم بسين مهملة وبعد أن كتبت هذا رأيت في مثير الغرام في الباب الأول في اسماء المسجد الأقصى كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى فيقال بيت المقدس بالتخفيف والثقيل والقدس بالكون والتحريك والأرض المقدسة والمسجد الأقصى وإليا وإيلياء وشلم بالتشديد أورشلم أي بيت الرب وصهيون بصاد مهملة مكسورة والزيتون أيضا يقال بيت المقدس ولا يقال له الحرم انتهى ووقفت بالقدس على كراسة تأليف ابن تيمية الحنبلي قد شدد النكير على من سماه حرما وفي حفظي أنه قال إن قائله يقتل وهذا إن صح عنه فهو إفراط عظيم وسيأتي في الفائدة الثالثة من المقصد الثاني عشر من الفصل الخامس والثلاثون تسمية مسجد الخليل حرما
Bogga 28
الفصل الثاني متى وضع المسجد الأقصى وأقول في باعث النفوس عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي مجد وضع أول قال المسجد الحرام قلت ئم أي قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما قال أربعون سنة رواه البخاري ورواء القاسم في المستقصى بنده عن أيي ذر وقال حديث صحيح أخرجاه في الصحيحين النسائي والقزوينيني نقلته من باب أي مسجد وضع أولا من جماع فضائل القدس كذا رايته في نختين بباعك النفوس وكذا في نخة ثالثة بلفظ من جميع فضائل القدس ولم أر هذا في المستقصى هناك والذي رأيته في الجزء السادس عشر في نسخة معتمدة ما نصه جامع لفضائل بيت المقدس من كل فن ثم قال من بعد نحو ورقتين ونصف وأول بقعة بنيت من الأرض كلها موضع الصخرة انتهى وسيأتي في أثناء الفصل الحادي والثلاثين وفي كتاب الأن في أثناء الجزء الثاني جماع أبواب فضائل بيت المقدس ثم ذكر بعد محو ورقتين ونصف أي مجد وضع أولا أخبرنا عمي الفقيه أبو الحين هبة اله وساق السند إلى أبي ذر ثم ذكر المن السالف ثم قال واللفظ للبيهقي هذا حديث صحيح أخرجاه وروي معناه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول للم أول مسجد وضع في الأرض الكعبة ثم بيت المقدس وكان بينهما خ مائة عام انتهى كلام الأن وهذا رواه أبو نعيم بسنده إلى الحارث عن علي وهو غريب واه جدا ذكره في مثير الغرام وفي فضائل بيت المقدس لأبي الفرج ابن الجوزي بسنده إلى عائشة رضي الله عنها إنه قال إن مكة بلد عظمه الله وعظم حرمته وحفها بالملائكة قبل أن يخلق شيئا من الأرض يومئذ كلها بألف عام ووصلها بالمدينة ووصل المدينة ببيت المقدس ثم خلق الأرض بعد ألف عام خلقا واحدا انتهى
Bogga 29
فائدة في باعث النفوس عقب كلامه الالف ثم روى يعني صاحب المستقصى في باب بناء بيت المقدس على أساس قديم عن كعب الأحبار قال بنى سليمان بيت المقدس على أساس قديم كما بنى إبراهيم الكعبة على أساس قديم قال والأساس القديم الذي كان بيت المقدس أسه سام بن فوح ثم بناه داود وسليمان صلى الله عليهما وسلم على ذلك الأساس قلت وقد يقال ينبغي أن يكون الذي أسه سام على بناء قبله للحديث الصحيح المار فإنه روى الأزرقى عن مجامد أنه قال لقد خلق اله تعالى موضع هذا البيت الحرام قبل أن يخلق شيئا من الأرض بألفي عام وأن قواعده لفي الأرض السابعة السفلى ثم روى عن علي بن الحين أن البيت الحرام بنته الملائكة ثم روى عن ابن عباس أن آدام أول من أس البيت وصلى فيه وطاف به ثم إنه درس موضع البيت في الطوفان حتى بعث الله إبراهيم وإسماعيل صلى الله عليهما وسلم فرفعا قواعده وإذا كان كذلك وكان بينه وبين المسجد الأقصى أربعون سنة كان ابتداء المسجد الأقصى قبل سام فإنه قال في المغنى في غريب المهذب أن بين آدم ونوح صلى الله عليهما وسلم ألف سنة ومائتي سنة وقال الخطابي في كتاب الإعلام بنى المسجد الأقصى بعض أولياء الله تعالى قبل داود وسليمان ثم بنياه وزادوا فيه ووسعاه فأضيف بناؤه إليهما انتهى كلام باعث النفوس كما رأيته في ثلاث نسخ وما حكاه عن المستقصى لم أره في جامع الفضائل منه نعم رأيته في كتاب الأنس معزوا إلى المشرف فقال ذكر بناء بيت المقدس على تأسي مام بن نوح ذكر أبو المعالي المشرف بن مرجا في كتابه فضائل القدس أخبرنا أبر الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف النحوي وساق سنده ثم ذكر المتن كما هنا بحروفه إلى قوله قلت وقد يقال وقوله قال والأساس القديم كما حكاه في باعث النفوس وكذا في كتاب الأنس الظاهر أن القائل كعب ويحتمل علي بعد أنه صاحب المستقصى على ما في باعث النفوس أو المشرف على ما في كتاب الأنس ويرشحه قول مثير الغرام كما سيأتي قال بعض العلماء ولو أراد كعبا لصرح به أن لا يعبر مع جلالة قدره ببعض العلماء وجرى في مثير الغرام على بحث الفزاري وأيده فقال بعد قوله الفصل الأول في أن هذا المسجد بني على أساس قديم ثم ذكر حديث
Bogga 30
أبي ذر ثم قال وهو يدل على أن بناء داود وسليمان إياه إنما كان على أساس قديم لا أنهما المؤسسان له بل هما مجلدان قال بعض العلماء بناه قبل سليمان سام بن نوح عليهما السلام وليس كذلك بل أساسه أقدم من سام بقرون كثيرة فإن بين موت آدم والطوفان كما قال ابن قتيبة الفي سنة ومائتي وأربعين سنة وقيل كثر ثم ذكر أعني في مثير الغرام عن الأزرقي عن علي بن الحين ما ذكره الفزاري بزيادة قال وكان هذا قبل خلق آدم صلى الله عليه وسلم ثم قال أعني في مثير الغرام وقال ابن عباس هو أول بيت بناه آدم في الأرض وعلى كلا القولين إنه بنته الملائكة وبناه آدم أو جمعنا بين القولين فقلنا آدم جدد ما بتته الملائكة يضعف القول بإن بناه سام لحديث أبي ذر الالف وقد تقدم ما بين آدم والطوفان من التين فضلا عما بين بناء الملائكة وبناء سام فإذا بناء سام تجديد تأسي إلا أن يحمل قوله وضع على جعل البقعة وإظهارها مجدا من غير بناء كما في حديث وجعلت لي الأرض مسجدا فيكون وضع البقعة وجعلها مسجدا من غير بناء بعد وضع الببت الحرام بأربعين سنة ثم أسسه سام وهذا غير قوي أيضا لأن المراد من قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس البناء فتعين حمل قول من قال أول من بناه سام على التجديد وهذا كلام مثير الغرام وقوله قال بعض العلماء تقدم الكلام فيه قبل هذا بطور وإن ظاهرة أنه غير كعب لكن حكى بعد ذلك عن القرطبي كما سيأتي على الأثر أنه كعب وأقره وقال أيضا في مثير الغرام وقال أبو العباس القرطبي يجوز أن يكون بنته الملائكة بعد بنائها البيت بإذن لله تعالى وقيل أول من بناه وأري موضعه يعقوب لأنه روي في قصته أن الله تعالى أوحى إليه أني قد ورثتك الأرض المقدسة وذريتك بعدك ثم أنا معك أحفظك حتى أردك إلى هذا المكان فاجعله بيتا تعبدني فيه فهو بيت المقدس والقول بأن هذا البناء كان تجديدا هنا أولى منه في قول كعب أن أولى من أسه سام انتهى وقوله وقيل أول من بناه يعقوب سيأتي على الأثر عن إعلام الساجد الجزم به وقوله والقول بأن هذا البناء كان تجديدا هنا إلى آخره الظاهر أنه يريد أن القول
Bogga 31
بأن البناء بناه سام تجديدا أول من قول كعب أنه تأسي وفي إعلام الساجد أشكل هذا الحديث أي حديث أبي ذر على بعضهم فقال سليمان هو الذي بنى المسجد الأقصى كما رواه النسائي بسند صحيح وهو بعد إبراهيم بأكثر من الف عام كما قال المؤرخون وهذا القائل جهل التاريخ فإن سليمان لم يؤسه بل جدده والذي أسه هو يعقوب بعد بناء إبراهيم الكعبة بهذا القدر ولما ذكره بن حبان في صحيحه قال فيه ردا على من زعم أن بين إسماعيل وداود عليهما السلام ألف سنة ورد على الحافظ الضياء المقدسي وقال وجه هذا الحديث أن هذين المسجدين وضعا قديما ثم خربا انتهى كلام الإعلام ولعله لم يطلع على كلام باعث النفوس ومثير الغرام وما قالاه اقرب إلى لفظ حديث أبي ذر ويكفيه في الرد عليه ما حكاه عن الضياء المقدسي وقوله والذي أسه هو يعقوب بعد بناء إبراهيم الكعبة بهذا القدر ظاهرة الإشارة قريبا من قوله بأكثر من الف عام وسيأتي في الفصل الخامس والثلاثين في المقصد التاسع أن إسحاق ولد وعمر إبراهيم مائة سنة واثنتا عشرة سنة أو عشرون سنة وعمر إسحاق مائة سنة وثمانون سنة وفي المقصد العاشر أن عمر يعقوب مائة سنة وسبع وأربعون سنة فكيف يكون بين بناء إبراهيم الكعبة وتأسي يعقوب بيت المقدس أكثر من ألف عام
Bogga 36
الفصل الثالث في بناء داود بيت المقدس وفي كتاب الأن بسنده إلى سعيد بن المسيب قال لما أمر الله تعالى داود أن ييني مسجد بيت المقدس قال يا رب وأين أبنيه؟ قال حيث ترى الملك شاهرا سيفه قال فرآه في ذلك المكان قأخذ داود فأسس قواعده ورفع حائطه فلما ارتفع انهدم فقال داود يا رب أمرتني أن أبي لك بيتا فلما ارتفع هدمته فقال يا داود إنما جعلتك خليفتي في خلقي لم أخذته من صاحبه بغير ثمن إنه يبنيه رجل من ولدك فلما كان سليمان ساوم صاحب الأرض بها فقال له هي بقنطار فقاله سليمان قد استوجبتها فقال له صاحب الأرض هي خير أم ذاك قال بل هي خير قال فإنه قد بدا لي قال أولي قد أوجبتها قال بلى ولكن البيعين بالخيار مالم يتفرقا قال ابن المبارك أي وهو احد رواته هذا فلم يزل يراده ويقول له مثل قوله الأول حتى استوجبها منه بسبعة قناطير وفي الباب أثار كثيرة منها بسنده إلى وهب بن منبه قصة وفيها أن داود قال لبني إسرائيل بعدما رفع عنهم الطاعون إن الله رحمكم وعفا عنكم فأحدثوا له شكرا فقالوا مرنا نفعل قال إني لأعلم أمرا أبلغ في شكركم من بناء مسجد على هذا الصعيد الذي رحمكم الله فيه فلنبنه مسجدا يعبد الله عز وجل فيه ويقدسن فيه أنتم ومن بعدكم قالوا نفعل وسأل داود ربه فأذن لهم فشرعوا في عمله وكان الرجل من مساكين بني اسرائيل فيه حق فقال لهم فتريدون أن تبنوا على حقي وأنا رجل ضعيف مكين وكان هذا الموضع موضع بيدري أجمع فيه طعامي يرفق لي حمله لقربه من منزلي يحمله أهلي وولدي فإن بنيتم على موضعي أضررتم بي فانظروا في أمري وكان رجلا له نية وحسبه فأراد أن يعلم كيف قوبتهم وهو طيب النفس أن سلمه لهم فقالوا له ألست تعلم أنه لي أحد من بني إسرائيل إلا وله فيه حق مثل حقك وأنت أبخلهم فإن أعطيتنا طوعا وإلا أخذناه على كره منك
Bogga 32
فقال أتجدون هذا في حكم داود فانطلق إليه وشكاهم فدعاهم وقال تريدون أن تبنوا بيت الله بظلم ما أراكم يا بني إسرائيل تستكينون لله عز وجل فقالوا أتطيب نفسك عن حقك فبتعه بكمك قال ما تعطيني قال أملاه لك إن شئت غنما او بقرا أو إبلا قال يا نبي الله زدني فإنما تشتريه لله عز وجل فلا تبخل علي قال داود فاحتكم فإنك لا تسالي شيئا إلأ أعطيتك قال ابن لي حائطا قدر قامتي ثم أملاه ذهبا قال داود نعم وهو في الله عز وجل قليل ثم التفت الرجل إلى بني إسرائيل فقال هذا التائب الصادق المخلص قال يا نبي الله قد علم الله عز وجل مني بمغفرة ذنب من ذنوبي وذنوب هؤلاء أحب إلي من ملء الأرض ذهبا فكيف يظن هؤلاء أني أبخل عليهم وعلى نفي لما أرجو المغفرة لذنوبي وذنوبهم ولكن جربتهم رحمة لهم وشفقة عليهم وقد جعلته لله عز وجل فأقبلوا على عمل بيت المقدس وباشر داود ذلك بنفه ينقل الحجر على عاتقه ويضعه بيده على موضعه ومعه أحبار بني إسرائيل ومنها بسنده إلى رافع بن عمير ي يقول قال الله تعالى لداود يا داود ابن لي في الأرض بيتا فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى الله إليه يا داود بنيت بيتك قبل بيتي قال يا رب هكذا قلت فيما قضيت من ملك استأثر ثم أخذ داود في بناء المسجد فلما تم سور الحائط قط ثم بناه فلما تم السور سقط ثلاثا فشكا إلى الله عز وجل فأوحى له إليه أنه لا يصلح أن تبني لي بيتا قال أي رب ولم قال لما جرى على يدك من الدماء قال أي رب أو لم يكن ذلك في هواك ومحبتك قال بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم فشق ذلك عليه فأوحى الله إليه لا تحزن فإني سأقضي بناه على يدي ابنك سليمان هذا ما ذكره في كتاب الأن والحديث المذكور في سنده محمد بن أيوب ضعفه غير واحد وقال ابن حبان لا مسجد الرواية له ذكره في مثير الغرام وفي مثير الغرام وقيل أصاب بني إسرائيل طاعون في زمن داود فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس يدعون الله ويألون كشف البلاء فاستجاب لهم فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا وذلك لأحد عشر سنة خلت من ملكه وتوفي قبل أن يستقيم بناءه وأوحى إل سليمان فبناه في ثماني سنين ولما فرغ من بنائه أطعم فيه بني إسرائيل اثني عشر ألف ثور وقيل إن داود رأي الملائكة شاكين سيوفهم يغمدونها ويرتفعون قال سمعت رسول الله
Bogga 33
في سلم ذهب من الصخرة إلى الماء فقال داود هذا مكان ينبغي أن يبنى فيه مسجد لله تعالى ومكن الجمع بين هذه الأقوال بأن يكون داود هم ببنائه لما كشف عن بني إسرائيل الطاعون ورأى الملائكة عقب ذلك فقال لهم عن البناء وسأل الله أن يبني له مسجدا فأوحى الله إليه أن أبنيه فقال أين أبنيه فقال حيث ترى الملك شاهرا سيفه فبناه ثمة انتهى كلام مثير الغرام
Bogga 43