Rawd Bayan
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Noocyada
و»الخطباء« : جمع خطيب وهو متكلم القوم والغرض من تطويل المصنف لأوصاف القرآن بيان لعظيم شأنه، وذلك انه لما أقام الحجج والبراهين على خلقه اعقبها بما يعتقده في القرآن من الصفات تنبيها للسامع إلى أنه لم يقل بخلقه تهاونا بشأنه، فكأنه قال: اعتقد تعظيمه كما تعتقد انت تعظيمه لكنى لا اغلوا في ذلك كما غلوت، فإنك قد جاوزت الحد في وصفه حيث وصفته بالقدم، وهذا القرآن بنفسه شاهد على خلاف مقالتك، فتعظيمي له لم يخرجني بحمد لله من الحق كما أخرجك تعظيمك إياه حيث غلوت في وصفه.
*إنزاله منجما:
96 إنزاله حسب المصالح أنجما يهدى إلى ايجاده بزمان
أي أنزال القران طوائف بقدر منافع الخلق يدل على أنه محدث في وقت، لأن النزول جمعيه كان في أوقات، وما كان في وقت فهو محدث.
فقوله »حسب«: أي قدر.
و»المصالح«: جمع مصلحة وهي اللذة ووسيلتها وتقابلها المفسدة وهي الالم ووسيلته.
وقوله »أنجما«: حال من المضاف اليه، والعمل فيه إنزال - ان فسرناه بطوائف - وظرف - إن فسرناها بأوقات - وأصل الأنجم جمع نجم ، وهو الكوكب، ثم أطلق على الأوقات لأن العرب كانت تؤقت بطلوع النجم، لأنهم ما كانوا يعرفون الحساب وأنما يحفظون أوقات السنه بالأنواء، وكانوا يسمون الوقت الذي يحل فيه الآراء نجما تجوزا لان الادآء لا يعرف إلا بالنجم، ثم توسعوا حتى سموا الوظيفة نجما لوقوعها في الاصل في الوقت الذي يطلع فيه النجم قال ابن (¬1) فارس: النجم وظيفة كل شي وكل وظيفة نجم. انتهى مصباح.
وقوله »يهدي«: أي يدل.
Bogga 148