157

Rawd Akhyar

روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار

Daabacaha

دار القلم العربي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

حلب

إنّ آثارنا تدلّ علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار
يقال: دارك قميصك إن شئت ضيّق وإن شئت وسّع. عن النبي ﷺ: «من سعادة المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء» . وعنه ﷺ:
«الشؤم في المرأة والفرس والدار» «١» . سئل بعضهم عن الغنى فقال: سعة البيوت، ودوام القوت. قيل لبعضهم: ما سبب السرور؟ فقال: دار قوراء «٢»، وامرأة حسناء، وفرس مربوط بالفناء. وقيل: المنازل الضيّقة العمى الأصغر.
الحكماء: لذّة الطعام في ساعة، ولذّة النكاح في شهر، ولذة البناء في العمر كله. قيل: أوّل من بنى بالجصّ والآجرّ فرعون. الأصمعي للرشيد: فتى كان بالبصرة له بيت من قصب، كان يغشاه الفتيان، فإذا أطربهم سمره يقول بعضهم: عليّ ألف آجرّة، والآخر: عليّ الجصّ، والآخر: عليّ أجرة البناء.
فإذا أصبح لم ير منه أثرا. فضحك الرشيد وقال: نبني لك قصرا. وأمر له بألفي دينار.
دخل على الحجاج رجل يدّعي معرفة ألسن الطير، فإذا هامتان تجاوبتا فقال: ما يقولان؟ فقال: يقول أحدهما: زوّجني بنتك، فيقول الآخر: لا أزوّجك إلا بأربعمائة قصر منيف. فقال: أين نجد ذلك؟ قال: ما دمت حيّا لا نعدمه. قال: كيف؟ قال: تقتل الأخيار فتعطّل الديار.
يقال: جنّة الرجل داره. ويقال: لتكن الدار أوّل ما يشترى وآخر ما يباع.
قال بعض الأشراف لابنه: حسّن أثرك في الدنيا واسمع قول الشاعر:

1 / 161