368

Rawaic Tafsir

روائع التفسير (الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي)

Daabacaha

دار العاصمة

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠١ م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

Fasiraadda
وقال عطاءٌ: إنَّما هي أعيادٌ لأهلِ الموسم، فلا يُنْهى أهل الأمصارِ عن
صيامِها.
وقولُ الجمهورِ أصحُ.
ولكنَّ الأيامَ التي تحدثُ فيها حوادثُ من نعم اللَّه على عبادِهِ، لوْ صامَها
بعضُ الناسِ شكرًا، من غيرِ اتخاذِها عيدًا، كان حسنًا، استدلالًا لصيامِ النبيِّ
ﷺ عاشوراءَ، لما أخبرَه اليهودُ بصيامِ موسى له شكرًا، وبقولِ النبي ﷺ لمَّا سُئلَ عن صيامِ يومِ الاثنين.
قال: "ذلك يومٌ وُلدتُ فيه، وأُنزلَ عليَّ فيه".
فأمَّا الأعيادُ التي يجتمعُ عليها الناسُ، فلا يُتجاوزُ بها ما شرعَهَ اللَّهُ
لرسولِهِ، وشرعَه الرسولُ لأُمَّتِهِ.
والأعيادُ هي مواسمُ الفرح والسرورِ، وإنَّما شرعَ اللَّهُ لهذهِ الأمَّة الفرحَ
والسرورَ بتمامِ نعمته وكمالِ رحمتِهِ، كما قال تعالى:
(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)، فشرعَ لهم عيدينِ في سنةٍ، وعيدًا في كلِّ أسبوعٍ.
فأمَّا عيدا السنةِ:
فأحدُهُما: تمامُ صيامهم الذي افترضه عليهم كلَّ عامٍ، فإذا أتمُّوا صيامَهم
أعتقهم من النارِ، فشرعَ لهم عيدًا بعدَ إكمالِ صيامِهم، وجعله يومَ الجوائِزِ.
يرجعونَ فيه من خروجِهِم إلى صلاتِهِم وصدقتِهم بالمغفرةِ، وتكونُ صدقةُ
الفطرِ وصلاةُ العيدِ شكرًا لذلكَ.

1 / 391