170

Rawaic Tafsir

روائع التفسير (الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي)

Daabacaha

دار العاصمة

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠١ م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

Fasiraadda
وحديثُ: "صدقة السرِّ، تُطفئُ غضبَ الربَ ﷿، وتدفعُ مِيتةَ السوءِ" خرَّجه الترمذيُّ، وابنُ حبانٍ. وحديثُ أبي طلحةَ، لمَّا تصدَّقَ بحائِطِه، وقالَ: "لو استطعتُ أن أُسره، لم أعلنْه " خرَّجه الترمذيُّ في "تفسير". واختلفُوا في الزكاةِ: هلِ الأفضلُ إسرارُها أم إظهارُها؟ فرُويَ عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عنِ ابنِ عباسٍ، قالَ: جعلَ اللَّهُ صدقةَ الفريضة علانيتَها أفضلَ من سرِّها، يُقالُ: بخمسةٍ وعشرينَ ضعفًا، خرَّجه ابنُ جريرٍ. وفي روايةٍ، قال: وكذلك جميعُ الفرائضِ والنوافلِ في الأشياءِ كلِّها. وقال سفيانُ الثوريّ في هذه الآيةِ: هذا في التطوع. وعن يزيد بنِ أبي حبيب: إنَّما نزلتْ هذه الآية ُ في اليهودِ والنصارى وكان يأمرُ بِقَسم الزكاةِ في السرِّ، قالَ ابنُ عطيةَ: وهذا مردود، لا سيَّما عند السلفِ الصالح، فقد قالَ ابنُ جريرٍ الطبريِّ: أجمعَ الناسُ، أنَّ إظهارَ الواجبِ، أفضلُ. قال المهدويُّ: وقيل المُرادُ بالآيةِ فرضُ الزكاةِ والتطوعُ، وكان الإحفاءُ فيها أفضلَ في مدّة النبيِّ ﷺ، ثمَّ ساءتْ ظنونُ الناسِ، بعد ذلك، فاستحسنَ العلماءُ، إظهارَ الفرائضِ، لئلا يُظن بأحدٍ المنعُ. قال ابنُ عطيةَ: وهذا القولُ مخالف للآثارِ، قالَ: ويشبه في زمنِنا أنْ

1 / 193