149

Rawaic Tafsir

روائع التفسير (الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي)

Daabacaha

دار العاصمة

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠١ م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

Fasiraadda
الاعتزال في البيوتِ والفرش كما كانوا يصنعونَ أوَّلًا، حتى نزل آخرُ الآيةِ: (فَأتُوهُنَّ مِنْ حَيْث أَمَرَكمُ اللَّهُ)، ففُهِم من ذلك أن اللَّهَ أمر باعتزالِهنَّ في الوطْءِ خاصةً. وفسَّر النبيُّ ﷺ ذلك بقولِهِ: "اصنعوا كلَّ شيءٍ غيرَ النِّكاح "، وبِفعْله مع أزواجِهِ؛ حيث كان يباشرهنَّ في المحيضِ. * * * قوله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) [قال البخاريّ]: "بابُ: قول النبيِّ ﷺ "أنا أعلمُكُمْ باللَّهِ "، وأنَّ المعرفةَ فعْلُ القَلْبِ، لقوْلِهِ تعالى: (وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) . مرادُه بهذا التبويبِ: أن المعرفةَ بالقلبِ التي هي أصلُ الإيمانِ فعلٌ للعبدِ وكسبٌ له، واستدلَّ بقوله تعالى: (بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ)، فجعلَ للقلوبِ كسبًا، كما جعل للجوارح الظاهرةِ كسبًا. والمعرفةُ: هي مركبة من تصور وتصديقٍ، فهي تتضمنُ علمًا وعملًا، وهو تصديقُ القلبِ، فإن التصورَ قد يشتركُ فيه المؤمنُ والكافرُ. والتصديقُ يختصُّ به المؤمنُ، فهو عملُ قلبِهِ وكسبهُ. وأصلُ هذا: أن المعرفةَ مكتسبة، تُدركُ بالأدلةِ، وهذا قول أكثرِ أهلِ السنن من أصحابِنا وغيرِهِم، ورجَّحه ابنُ جريرٍ الطبريُّ.

1 / 172