منذ شهرين اقترحت في جريدة صوت الأحرار على معالي وزير معارف العراق الجليل الاحتفال بذكرى الألف والمائة لأديب العرب الأكبر الجاحظ، وذلك في مقال أهديته إليه، فأجاب حضرته بكتاب لطيف، وسيعمل إن شاء الله.
يبدو لي أن الفكرة صادفت استحسانا، فدمشق أعلنت في نهاية أسبوع المتنبي أنها ستحتفل العام القادم بالجاحظ، فهل يحق لي أن أسألك - ولا تعارف بيننا - أن تكون البادئ فتخص الجاحظ بعدد ممتاز «جدا». إنه ليستحق أكثر من ذلك، والمجال واسع جدا لأقلام المفكرين، فعسى أن تحققوا أملي، وتفتتحوا عام الجاحظ؛ فنظل السابقين في هذا الميدان، فننمي ميراثا مات عنه آباؤنا وجدودنا.
والسلام عليكم وعلى أسرة الهلال جمعاء ممن يحترم جهادكم ويقدركم.
عين كفاع
25 / 8 / 1936
حضرة الأستاذ الكبير مارون بك عبود، مدير التعليم العربي في الجامعة الوطنية بعاليه
سيدي الأستاذ الكبير
أتشرف بأن أرسل إليكم نسخة من الإعلان الذي بدأت أنشره على صفحات «المكشوف»؛ للدلالة على الخطة الجديدة التي اعتزمت السير عليها في جريدتي هذه.
وإنني بفضل الكتلة القوية من أدباء لبنان الذين التفوا حول فكرة الجريدة، أرجو أن أبلغ الهدف الذي وضعته أمام عيني، وهو جعل «المكشوف» لسان حال النهضة الأدبية في هذه الربوع ، وإعطاء الأقطار العربية فكرة صادقة عن الترقي الذي بلغته هذه البلاد في الأدب والثقافة.
لذلك، ولما كنتم في طليعة الأدباء الذين أعتمد عليهم ليساهموا في هذا العمل الأدبي، فإنني أرجو أن تخصوا المكشوف بمقالاتكم القيمة من الآن فصاعدا، وأن تعتبروها جريدتكم التي تعبر عن الأفكار التي تدينون بها في ناحيتي النقد والأدب.
Bog aan la aqoon