وللبطرك الحبيشي رسالتان نشرت شيئا منهما على صفحات «صوت الأحرار» الغراء.
يا ليت شعري لو كان الحبيشي اليوم، أما كان كالبطرك أنطون الرجل الحكيم الواسع الصدر؟!
بلى، ولكنه لم يكن. وهنا فقط يصح لوم الزمان، ولو خالفنا الشافعي.
قد فعل الحبيشي ما فعل معتقدا أنه يقدم لله قربان هابيل، وليفعل قايين ما يشاء.
لست أجهل أن الحبيشي كان شيخا إقطاعيا، وأذكر ولا يزال يرن في أذني خبر ما وقع بين العلامة بولس مسعد والخازنين حين صار بطريركا.
أراد أحدهم أن يلبسه الجبة حسب التقاليد، ولكنه أبى ولبسها وحده بلا معونة ... كما لبسها سلفه الخازني من قبل.
سمعت كل هذا يا أخي الحبيب، وأسلم بأن الحبيشي كان صارما لا يمشي على الهينة. كان سيلا جارفا والويل لمن يفتح فمه.
خبرني جدي أخبارا عديدة تدل على حزم الحبيشي وبطشه يوم كانت عصا جدي سيفا في ظل رئيسه ... وأحيانا كنت أسمعه ينفخ نفخة تذري بيدرا، آسفا على سلطانه المفقود، ناعيا على الرؤساء رخاوتهم.
في عين كفاع رجمة طالما قرعها جدي بعصاه في طريقنا إلى الكنيسة، ووقف يقول لي: هنا مدفون ديب الكريدي المحروم، قتله الجزيني لأنه عاص ما خضع لأمر المير والحبيشي.
والحرم، يا أخي يوسف، مثل البطيخ منه كبير ومنه صغير. أما حرم العم ديب فكان «كبيرا يخرق جسمه كالزيت في الصوف، ويحل على صاحبه الغضب الذي نزل على التينة ...»
Bog aan la aqoon