وحبذا في المسلمين وفي الدروز وفي اليهود من يقتدون بك فيسمون أبناءهم بأسماء آبائنا القديسين، ونسمي أبناءنا بأسماء أبنائهم الأولياء؛ فينشأ في هذه البلاد جيل جديد من الإخوان - الإخوان الحقيقيين - الذين لا يعرفون من أسمائهم أنهم لأحمد أو لموسى أو للمسيح، بل لا يعرفون خارج المعابد أنهم مسيحيون أو مسلمون أو موسويون.
إن المستقبل لهذا الجيل من الإخوان، وفي مقدمتهم محمد بن مارون بن عبود اللبناني - حرسه الله.
أخوك أمين الريحاني
الفريكة، لبنان
11 نوفمبر سنة 1926
وتلت هذا الكتاب اجتماعات عديدة بيننا دبرت فيها خطط غايتها «التوحيد» - أعني من التوحيد القومي منه - فكان أمين رسولا، وكنت أنا معلما، فعملنا ما عملنا ولا فخر.
وكان العام 1934، فدعيت وأمين لنخطب الناس، وكان الداعي لي تلميذي الأستاذ معضاد معضاد، فتخلفت أنا ولبى أمين، فلم يكد يخرج من الحفلة حتى قبضت عليه السلطة ونفي من البلاد، وبعد قليل من الزمن عاد أخونا أمين إلى الفريكة فكتبت إليه:
أخي أمين دمت عزيزا مشرفا
ما أدري كيف عدت! أتائبا كداود أم متمردا كأبيشالوم؟ واليد التي أعادتك، أقفازها من فراء الهررة وريش الديوك، أم من جلود الأسود والنمور؟ أم الجنة لا يدخلها إلا من توسل إلى الله بأحد القديسين الاختصاصيين كالخضر وغيره ...
يا أخي أمين، خبرني، أليس الانتداب في كل مكان، حتى السماوات في كوخ الفقير وقصر الملك، طورا تنتدب الأناس وتارة الإناث ...؟
Bog aan la aqoon