مقدمة ... القسم الخامس: الرسائل الشخصية تأليف: الإمام محمد بن عبد الوهاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه. وبعد، فقد كلفتنا لجنة الإعداد لأسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بمراجعة رسائله التي وجهها إلى أشخاص معينين أو إلى جماعة المسلمين، يشرح فيها حقيقة ما هو عليه، ويبين منهجه في الدعوة، ويرد على ما يوجه إليه من تهم من قبل خصومه؛ فقمنا بذلك بتيسير الله، واعتمدنا على أصل الرسائل الموجود ضمن تاريخ الشيخ حسين بن غنام الأحسائي، باعتباره ممن التقى بالشيخ وأخذ عنه واستفاد منه، وقابلنا هذا الأصل بما تيسر لنا من النسخ وهي: ١- نسخة مخطوطة لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد، بخط والده، ﵀. ٢- مصورة عن نسخة الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، ﵏؛ وهذه النسخة توجد في المكتبة السعودية بالرياض برقم ٥٩٢-٨٦. ٣ - الدرر السنية في الأجوبة النجدية، جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم. وهناك رسائل وجدناها في الدرر السنية، وفي مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، طبعة المنار، لم تكن موجودة في أصل ابن غنام، فأضفناها إليه تكملة للفائدة.

1 / 3

وقد قسمنا تلك الرسائل إلى خمسة أقسام، بحسب مواضيعها ووضعنا في كل قسم ما يناسبه منها على وجه التقريب؛ وهذه الأقسام كما يلي: ١- القسم الأول: في بيان عقيدة الشيخ وحقيقة دعوته، ورد ما ألصق به من التهم الباطلة. ٢- القسم الثاني: بيان أنواع التوحيد. ٣- القسم الثالث: بيان معنى "لا إله إلا الله"، وبيان ما يناقضها من الشرك في العبادة. ٤- القسم الرابع: ببان الأشياء التي يكفر مرتكبها ويجب قتاله، والفرق بين فهم الحجة وقيام الحجة. ٥- القسم الخامس: توجيهات عامة للمسلمين في الاعتقاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد ذكرنا في أول كل رسالة، المصادر التي توجد فيها تلك الرسالة، واحتفظنا بذكر عددها التسلسلي العام، ووضعنا لها رقمًا تسلسليًا خاصًا حسب موقعها في قسمها الخاص، كما قمنا بترقيم الآيات في أسفل الصفحات. هذا، ونرجو الله أن يوفق المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. صالح بن فوزان ومحمد العليقي

1 / 4

القسم الأول: عقيدة الشيخ وبيان حقيقة دعوته ورد ما ألصق به من التهم -١- الرسالة الأولى:رسالة الشيخ إلى أهل القصيم لما سألوه عن عقيدته بسم الله الرحمن الرحيم أشهد الله، ومن حضرني من الملائكة، وأشهدكم، أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة: من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله ﷺ، من غير تحريف ولا تعطيل؛ بل أعتقد أن الله ﷾ ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير. فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه، ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وآياته، ولا أكيّف، ولا أمثّل صفاته تعالى بصفات خلقه، لأنه تعالى لا سميَّ له، ولا كفء له، ولا نِدّ له، ولا يقاس بخلقه. فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلًا، وأحسن حديثًا؛ فنَزّه نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل، وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل، فقال: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ١. والفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى، بين القدرية والجبرية، وهم في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية، وهم وسط في باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية، وهم وسط في باب أصحاب رسول الله ﷺ بين الروافض والخوارج. _________ ١ سورة الصافات آية: ١٨٠-١٨٢.

1 / 8

وأعتقد أن القرآن كلام الله، منَزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنه تكلم به حقيقة، وأنزله على عبده ورسوله، وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده: نبينا محمد ﷺ. وأومن بأن الله فعّال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره؛ ولا محيد لأحد عن القدر المحدود، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور. وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي ﷺ مما يكون بعد الموت: فأومن بفتنة القبر ونعيمه، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد؛ فيقوم الناس لرب العالمين، حفاة عراة غرلًا، تدنو منهم الشمس، وتنصب الموازين وتوزن بها أعمال العباد،: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾ ١، وتنشر الدواوين، فآخذٌ كتابه بيمينه،وآخذٌ كتابه بشماله. وأومن بحوض نبينا محمد ﷺ بعرصة القيامة، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا. وأومن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم، يمر به الناس على قدر أعمالهم. وأومن بشفاعة النبي ﷺ، وأنه أول شافع وأول مشفع، ولا ينكر شفاعة النبي ﷺ إلا أهل البدع والضلال؛ ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى، كما قال تعالى: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّض لِمَنِ ارْتَضَى﴾ ٢، وقال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ _________ ١ سورة المؤمنون آية: ١٠٢-١٠٣. ٢ سورة الأنبياء آية: ٢٨.

1 / 9

إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ ٢؛ وهو لا يرضى إلا التوحيد، ولا يأذن إلا لأهله، وأما المشركون فليس لهم من الشفاعة نصيب، كما قال تعالى: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ ٣. وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما اليوم موجودتان، وأنهما لا يفنيان، وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر، لا يضامون في رؤيته. وأومن بأن نبينا محمدًا ﷺ خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته، وأن أفضل أمته: أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة ﵃. وأتولى أصحاب رسول الله ﷺ وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم، وأستغفر لهم، وأكف عن مساويهم، وأسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم عملًا بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ٤، وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء. وأقرّ _________ ١ سورة البقرة آية: ٢٥٥. ٢ سورة النجم آية: ٢٦. ٣ سورة المدثر آية: ٤٨. ٤ سورة الحشر آية: ١٠.

1 / 10

Usul - Qalabka Cilmi-baarista ee Qoraalada Islaamka

Usul.ai waxa uu u adeegaa in ka badan 8,000 qoraal oo Islaami ah oo ka socda corpus-ka OpenITI. Hadafkayagu waa inaan fududeyno akhrinta, raadinta, iyo cilmi-baarista qoraalada dhaqameed. Ku qor hoos si aad u hesho warbixinno bille ah oo ku saabsan shaqadayada.

© 2024 Hay'adda Usul.ai. Dhammaan xuquuqaha waa la ilaaliyay.