243

Rasaa'il Hikma

Noocyada

============================================================

أحكم ، لا شريك له في ملكه ، ولا معترض عليه في فعله. ولا لكم ان ترغبوا إلى ذكر ما تقدم لأتكم في غني عنه بالوجود، وظهور مولانا الحاكم سبحانه بين أيديكم ظاهرا مكشوفا، وحجته جل ذكره17 ظاهرة مرئية، قد اغنى ذوى العقول بها عن البحث فيما تقدم.

رجع إلى ذكر الخمسة أقسام ، فذكرنا القسمين اللذين هما الظاهر والباطن ، وذلك باقامة الحجج بان الظاهر ليس هو المراد، فوقع العلم عليه على المجاز ، وكذلك الباطن ليس هو المراد ، لان المراد المطلوب هو وحيد المولى جل ذكره الذي فيه النجاة، فوقع العلم أيضا على القسم الثاني الذي هو الباطن على المجاز لا بالحقيقة ، والمعنى لصاحبيهما اعني الناطق والأساس، وهما عبدان لله جل وعز اسمه ليس فيهما توحيد، وهما في عصرنا هذا عبدان لمولانا الحاكم جل ذكره مستخدمان لملكه ، يعرفهما من عرفهما ويجهلهما من استغنى عن العلوم.

وأما القسمان اللذان بعدهما، وهما الثالث والرابع، فهما علمان : علم طب الطبيعة وعلم طب الحيوان الناطق الذي هو الإنسان والذي هو الأم، فأحدمما يستى متطيبا والآخر يسمى بيطارا، وهما جميعا مجريان لا معالجان، لاتهما يعالجان ما لا يعرفان ، وإنما اخذوا علومهم قليدا عن المتقدمين من الفلاسفة، عمل أهل الظاهر الذين اخذاوا علومهم عن النطقاء، والفلاسفة فأكثر ما بلغوا إليه انهم شقوا جوف الانسان ، وابصروا ما فيه وحكموا عليه ، وليس فعل من قتل ومات وشق جوفه كفعل من هو بالحياة، فقد زال صحة حكمهم على18 الإنسان الحي الناطق. وكم قد ترى من متطبب بالغ في صنعته مدل بطبه ،

Bogga 715