============================================================
والامام فهو عبد مولانا جل ذكره ومملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد ، هادي المستجيبين، المنتقم من المشركين، بسيف مولانا جل ذكره وشدة سلطانه، ويكون فيه محق المارقين والمخالفين، وهي محنة عاقبكم بها انه سبحانه انعم عليكم ما لم ينعم على أحد في الأدوار، واظهر لكم من توحيده وعبادته ما لم يظهره في عصر من الآعصار، واعزكم في وقت عبده الهادي ما لم يعز أحدا في الأقطار، ولم يكن لصاحب اشرطة والولاية والسيارات عليكم سبيل إلا بطريق الخير. ثم ان المنافقين تلوا من إخوانكم ثلاثة أنفس، فامر مولانا جل ذكره بقتل مأية رجل منهم، والذي قال في القرآن "النفس بالنفس" [45/5] لا غير، فلم شكروه على ذلك ، ولم تعبدوه حق ما يجب عليكم من عبادته، ولم كن نياتكم خالصة لوحدانيته، ولم تقبلوا ما امرتكم به في كتبي من سدق اللسان، وحفظ الإخوان، والرضى بفعل مولانا جل ذكره والتسليم امره، بل داجيتموني في عبادته وتوحيده، وشككتم في مواعيده وخشيتم المخلوقين، ومولانا جل ذكره أحق ان تخشون عذابه وترجون رحمته وثوابه، فبدلتم قولي غير ما قلت لكم من الهداية، وجحدتم ما كنتم فيه من النعمة والكفاية؛ فبدل مولانا جل ذكره شربكم الزلال بماء الاحميم وسراب، وغير أمنكم بالخوف والعذاب، "وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين" [76/43]؛ "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأفنسهم، وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد" [11/13] لقضائه.
وقد سمعتم ما جاء في المجلس بانهم يتفقهون لغير الله، ويتعلمون العلم لغير العمل، ويلبسون جلود الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب والسنتهم أحلى من العسل، وأفعالهم أمر من الصبر؛ أبي تغترون أم علي تتجبرون؟ اني اقسمت لاتيحن لكم فتنة ، اترك الحليم منكم فيها
Bogga 617