============================================================
أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون" [82/36- 83] ؛ والإرادة فهو علة العلل، وهو العقل الكلي، وهو القلم، وهو القاف، وهو القضاء، وهو الألف بالابتداء، وهو الألف بالانتهاء.
فقد بطل ما قالته الفلاسفة وما اعتقدوه في هؤلاء الجمادات التي لا عقل لها ولا تمييز؟ ومثل الأفلاك كمثل الطواحين والنواعير التي لا عقل لها ولا تمييز، تطرح قدام الطاحون الدقيق كله ولا تدري، وإلى حواليها الاغبار ولا تدري، وكذلك الناعورة تروي موضعا من الأرض واالا تدري، وتشرق موضعا من الأرض وهي لا تدري، فلا للدابة عقل، ولا لالة عقل، والبقار خامس الطبائع، لأن البقار ليس هو من الدابة ولا من الآلة، وصنعته وتدبيره داخل فيهم خارج منهم ، لكن البقار أيضا ريب إلى البهيمة، أو كالنعار الذي لا روح فيه، لأن عقله على قدر همته، وعلى ما تربى عليه طبعه، فهو علة هذه الناعورة، لكنه ليس كعلة العلل، ولو اخرج البقار من تيك الصنعة التي دبرها إلى غيرها، لما عرفها وبقي متحيرا فيها، وكذلك الأفلاك التي طبعها السعادات لا يقدرون على النحوس في أوقات السعود، وأصحاب النحوس لا يقدرون على السعود في أوقات النحوس، وهو اعني الطبع الخامس لا يقدر يغير ه ؤولاء الأفلاك فيقدر على الذي يدور دولابيا يدور رحاويا، ولا الذي يصعد بالنهار يصعد بالليل، ولا الذي يصعد في الصيف يصعد في الشتاء. فقد بان عجز الكل منهم وان لهم علة أخرى أقوى منهم ورايناهم يخدمون البشر، مستخدمين لهم في العلو والسفل، فعلمنا بان آدم الصفاء الكلي هو علة العلل ، ينتقل من صورة إلى صورة، كما
Bogga 598