============================================================
وفي السطر الثاني : وبه استعين في جميع الأمور، اردت به ناسوت الحجاب الذي احتجب عنا فيه، والمقام الذي ينطق منه، وهو ما نراه من صورة بشرية؛ فإن قال قائل: كيف يجوز للبارى سبحانه ان يحتجب ي بشر وينطق منه، وقد قلت انه لا يدرك؟ قلنا له: قد اجتمع سائر اهل الملة والذمة بان بارئ البرايا سبحانه لا يدرك، وقالوا انه ساكن في السماء، وقد استوى على كرسي العرش، وانه احتجب في شجرة لا عقل ولا تفهم، وينطق منها مع موسى ابن عمران، وانه كان يسمع الصوت من الشجرة يقول: يا موسى ادن مني واعرف قدري، فاني أ ال، وكان أيضا إذا سمع كلاما من الشجرة يقول : قال الله لي كذا و وكذا، وإذا سمع كلاما من الجبل يقول: قال الله لي كذا وكذا، ولم ي نكروا عليه قوله ، فنحن أحق وأولى بإجازة الحجبة والنطق والقول بانه سبحانه احتجب في شخص ناطق عالم صفي من اصفيائه، وان خليفته وصفيه أحق وأولى بإجازة الحجبة والنطق من شجرة يابسة أو حجر أو صنم، فهذه حجة واضحة عقلية لا يقدر الضد على ردها بوجه ولا و في السطر الثالث : معل علة العلل، عطفا على القول توكلت على م ولانا جل ذكره، ونحن نبين عنها بالمعل حتى لا تخفي15 على أحد من العالمين، آو يذهب ذهنه إلى غير المعنى كما ذهب ذهنك إليه ومثل ذلك قولك توكلت على الأمير في حاجتك، والأمير فهو كلام مبهم، لكنك ترجع و تفصح عن قولك، وتقول: أمير الأمر، فيعلم جميع العالمين لمن اعنيت بذلك؛ وعلة العلل فهو عبد مولانا جل ذكره، وهو القائم بأمور الحدود، لأن الحدود هم أعلال العالم لأن العالم تحيروا
Bogga 595