============================================================
وهم الدعاة والمأذونون والمكاسرون والمستجيبون بعلمه، وبما ايده المولى سبحانه من رحمته وحكمته، وهو الواحد في كل عصر وزمان، الذي هو العلة معلم العالمين ومؤد بهم، وسائر الناس بمنزلة الصبيان الذين في المكتب.
وما منهم صبي إلا ويجب عليه طاعة أبيه أكثر من طاعة المعلم، وهو يحبه أكثر منه، لكنه يفزع من المعلم أكثر من أبيه ، لأن الأب قد فوض اامره إلى معلمه، ونزه روحه عن مخاطبة ولده ، فالأمر الحقيقي الكلي لأاب، ولكن المعلم الذي يضربه ويعلمه الخير وينهاه عن الشر، فمعلم الكتاب علة الصبيان وعذابهم ورحمتهم، يضرب من يشاء منهم ويحسن من يشاء منهم، غير ان ليس للمعلم ان يعمل مع الصبي آربع خصال مذمومة : لا يسبه بالفاحشة، ولا يضربه ضربا يكسر له عضوا ولا يفسق به، ولا يقتله؛ فمتى فعل خصلة من الاربع خصال كان اب خصمه، وللمعلم ان يعتذر إذا جرى منه هفو في السب، ولا يعود إليه، وله أيضا ان يعتذر إذا غلظ في الضرب، وإن كسر للصبي عضوا يجبر ذلك العضو، وينفق على الصبي من ماله إلى ان يبرا وليس للمعلم ان يعتذر من فسقه بالصبي، ولا يحتج بحجة إذا قتله الا إن يريد آبوه يعفو عنه بفضله.
كذلك إمام الزمان، وهو عبد مولانا جل ذكره، وهو مؤدب العالم ومربيهم بالعلم الحقيقي، قد فوض المولى سبحانه جميع امور عبيده الينية إليه، وجعله علة لهم، وبه توابهم وعقابهم، والمولى سبحانه العبود الموجود لكنه منزه عن المشاكلة والمشافهة والمخاطبة، وعن التربية والإفادة، فجميع آمور الدعاة والمأذونين والمكاسرين والمستجيبين راجعة
Bogga 588