============================================================
108 أن يفسر التاريخ على ضوء هذه النظرية كلها . فهو يقول إن العوامل الكونية التى يتكلم عنها تؤدى فى كل دهر، بحسب المزاج العام للنوع والمزاج الخاص للافراد، الى ظهوراستعدادات نفسية وخلقية ، فتحدت أنواع جديدة من الإرادات والهمم، تودى بدورها إلى أحوال وسنن جديدة وإلى تغير الهول وما يشبه الدول .
ولا بد أن نلاحظ أن الكندى فى هذا كله أبعد مايكون عن التنجيم وعن القول بأن للكواكب صفات معينة من السعد والنحس أو من العتاية بأمم معينة.
بل هو هنا العالم بمعى الكلمة الدقيق ، يلاحظ أوضاع الكواكب - خصوصا الشمس والقمر- بالنسبة للأرض وما لها من تاثير طبيعى وما ينشأ عنها من ظاهرات ، يمكن تقديرها من حيث الكم والكيف والزمان والمكان ، مما لايمكن فصيله فى هذا المقام ، وبحده القارى. في موضعه (1) من رساثآله . وفيلسوف العرب من هذا الوجه مفكر من الطراز الحديث (2) .
وبتجلى هذا بنوع خاص فى رأيه فى نشأة الحياة على ظهر الأرض. هو بلاحظ أن الحياة مظاهر تتوقف على مقدارمن الحرارة معين، بحسب مقدار بعد الشمس عن الأرض ، وعلى اختلاف الفصول الناشىء عن ميل الأرض عن محورها (4) .
فلو كانت الشمس بعيدة عن الأرض بحيث تقل حرارتها جدا لانعدمت الحياة، ولو كانت قرية من الأرض بحيث تزداد الحرارة جدا لاحترق كل شىء . ولولا دورة الأرض حول نفها لما وجد التهار والليل ولذبلت الحياة من قلة الراحة الليلية اللازمة للحيوان والنبات ، وهكذا من الملاحظات . فإمكان الحياة متوقف على العوامل الاتية من الاجرام السماوية . وهنا يرى الكندى رأيا فى غاية الجرامة والخطورة : فهو بعد أن يبين توقف الأمزجة النفسية على الا مزجة البدنية وتوقف أخلاق الكاين الحى على طبيعته البدنية يقول (4) : و وإذ ذلك كذلك . فا الذى يمنع ما كان ألطف من ذلك أن يكون موجودأ بحركة هذه الاجرام السماوية، يإرادة باريها جل ثنازآه ، إذ كان الامر الاوضح معلولها (1) خصوصا رسالته فى اله افريبة الفاعة هكون والاد ورحاته ف حجود الجرم الأنصى، ص214و244 من الرسائل.
(2) واذا كان الكندى فى بعض رصائله يبدو منبما فلذلك وجه آخر كما صنرى عند نشر رمساثله فى ذلك فى الجزء الثاتى منها .
(3) النعبير هنا يحسب لفة علم القلك الحديث لا بحصب لامارف الفلكية فى عصر الكندى، راجع ص 229 وما يليها من الرسائل .
(4) 339فا بتعا:
Bogga 118