ما اصفر وجه الشمس عند غروبها ... إلا لفرقة حسن ذاك المنظر
فياله من منظر يهش إليه الخاطر، ويقرّ لرقة جماله الناظر، فكأن ابن خفاجة كان يرمقنا بطرفه حين أنشد ضمن طرفه:
والريح تعبث بالغصون وقد جرى ... ذهب الأصيل على لجين الماء
أو مجير الدين بن تميم قد حاضرنا، وقد وصف فأنشدنا:
ونهر إذا ما الشمس حان غروبها ... ولاحت عليه في غلائلها الصفر
رأينا الذي أبقت به من شعاعها ... كأنا أرقنا فيه كأسًا من الخمر
إلى أن عرجنا على قرية تسمى رودسهيم وقد أقبلت وفود النجوم فنزلت بها للمبيت في حيها، حتى إذا باح الصبح بسره حركت الأقدام للصعود على جُبَيلها المسمى نيدرفال لمشاهدة تمثال جرمانيا فصعدت ضمن الصاعدين السياحين، وحولنا الكروم والأعناب، وقد شقُّوا في ذلك الجبل طرقًا يسهل المسير فيها، ومدوا بها القضبان الحديدية لتصعد عليها عربات البخار، وحتى إذا علونا ذروته رأيناه آخذًا تسطيحًا قريبًا من الاستواء، وقد شغلته الآجام والغابات، وعلى طرف ذلك الجبيل قد أقيم تمثال عظيم مشرف على نهر الرين يسمونه تمثال جرمانيا تذكارًا للحرب الأخيرة الألمانية الفرنساوية وهو على هيئة امرأة رافعة بيدها اليمنى التاج الإمبراطوري، وقابضة بيدها اليسرى القضيب الإمبراطوري كذلك قائمة على قاعدة منشورية
1 / 338