مجد وحسب، فقلت لها وكنت بها ولها: سيدتي أما الهوى فنحن كما قلت أهلوه، والهيام نحن بنوه، ونرى خمر الغرام حلالًا، وأما الصهباء فلا لا، وما كان من أحاديث السالفين فما هي إلا أساطير الأولين، تتلى علينا لنفي الأتراح، وانتعاش الأرواح، حيث نراها، ولا مرية، أعجوبة، وفي هذا العصر لمثلنا أطروبة.
فانثنت عن استغراب، وقالت بدون ما إعجاب: بخٍ بخٍ لقد أبنت لي وجه النهار، وكشفت عن شمس الحقيقة سحائب الأستار، ولقد جاهرتك بحديث الطرب، ولوعًا بأخبار العرب.
وبينما كنا بذلك الحديث الأغر إذا رست الباخرة على بلد أزهر. بعدها قمنا عن الطعام، وحمدنا الله على ذلك الإنعام، وقد علمت أنها ستنزل بهذا البلد، فاشتبكت منا للوداع اليد وشيعتها، وكلُّ معجب بهذا التعارف الذي عقدته يد التصادف.
أما هذه البلدة فتسمى كوبلنس وهي مدينة قديمة موضوعة على زاوية حادة، أحد ضلعيها على نهر الرين، والآخر على نهر موزل حيث مصبه، وقد جعل ذلك لها
موقعًا حسنًا. وهي عاصمة ولاية الرين إحدى ولايات البروسيا، ويصل منها كبري إلى وادٍ في الشاطئ الغربي، وبذلك الوادي قلعة حصينة قد هدمها الفرنساويون سنة ١٨٠١ ميلادية، وأعيد بناؤها في سنة ١٨١٥م.
1 / 334