لا تبتدأن أحدا بصغير مما يكره ولا بكبيره ولا بقليل مما يسخط ولا بكثيره؛ فإن ابتدأك أحد بشيء من ذلك فقدرت على الانتصار منه فعفوت أو انتصرت، فما أحسن جميع ذلك إلا أن العفو أكرم والانتصار أعز، وكلاهما حظ، وفي ذلك أقول شعرا:
فما ذات باب بحمده
فيما علمت عليه من طرق الصواب
وأي الناس ألأم من سفيه
يقول ولا يخاف من الجواب
وقال في الجهل: إياك والجهل؛ فإنما تجهل على ثلاثة: رجل أنت أعز منه فلؤم، وأما جهلك على من هو أعز منك فحيف، وأما جهلك على من هو مثلك فهراش مثل هراش الكلبين ولن يفترقا إلا مفضوحين أو مجروحين. وليس هذا من فعال الحكماء والعلماء، الحليم أرزن والجهول أنقص، وفي ذلك أقول شعرا:
ما تم علم ولا حلم بلا أدب
ولا تجاهل في قوم حليمان
ولا التجاهل إلا ثوب ذي دنس
وليس يلبسه إلا سفيهان
Bog aan la aqoon