وقال عمرو بن العاص لمعاوية يوم حكم الحكمان: أكثروا الطعام، فوالله ما بطن قوم إلا فقدوا بعض عقولهم، وما مضت عزمة رجل بات بطينا.
ومثل هذا كثير لمن تتبعه، فكيف تكون المعرفة بالطعام والأدب عليه إلا كما وصفنا.
فأما تركهم إنضاج اللحم، فلا أعلمه إلا في موضع واحد، وهو إذا سافروا أو غزوا فإنهم يتمدحون بترك الإنضاج لعجلة الزماع. وقال الشماخ:
وأشعث قد قد السفار قميصه
يجز الشواء بالعصا غير منضج
وقال الكميت:
ومرضوفة لم تون في الطبخ طاهيا
عجلت إلى محورها حين غرغرا
ولم يزل الشرب إذا اجتمعوا الأحداث من أولاد الملوك، وغيرهم يبادرون بالنشيل قبل النضج.
قال أعرابي نحر بعيره وشرب:
Bog aan la aqoon