قال: وتحفظ عن شيئين أحدهما: أن يحملك إجلال القديم المذكور على العجلة باستحسان ما تستمع له، والثاني: أن يحملك إصغار المعاصر المشهود على التهاون بما أنشدت له؛ فإن ذلك جور في الأحكام وظلم من الحكام، حتى تمحص قولهما؛ فحينئذ تحكم لهما أو عليهما، وهذا باب في اغتلاقه استصعاب، وفي صرف العامة وبعض الخاصة عنه إتعاب، وقد وصف تعالى في كتابه الصادق تشبث القلوب بسيرة القديم ونفارها من المحدث الجديد. فقال حاكيا لقولهم:
قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة (الزخرف: 22). وقال:
قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا (المائدة: 104)، وقد قلت أنت:
أغري الناس بامتداح القديم
وبذم الجديد غير ذميم
ليس إلا لأنهم حسدوا الح
ي ورقوا على العظام الرميم
وقلت في هذا المعنى:
قل لمن لا يرى المعاصر شيئا
ويرى للأوائل التقديما
Bog aan la aqoon