Rasail Al-Sheikh Al-Hamad fi Al-Aqeedah
رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
Noocyada
=أسبابه+ (١):
لقد انتشر الإلحاد ومد رواقه في كثير من بلدان العالم، ومنذ مائتي عام لم تكن مشكلة الإلحاد بهذه الحدة والانتشار، ولكن في القرنين الأخيرين ظهرت عوامل عديدةٌ جعلت من الإلحاد والكفر دينًا عامًَّا منتشرًا.
وتلك العوامل منها ما يعود إلى المجتمع الذي عاشت فيه منها ما يعود إلى شخصيات مؤسسيها المنحرفة.
وفيما يلي ذكرٌ لشيء من تلك الأسباب بإجمال؛ إذ المقام ليس مقامَ بَسْطِها، فمن ذلك:
١_أنها كانت ردة فعل للطغيان الكنسي، الذي حارب العلم، وحارب العقل، وأعان الحكام الظلمة، ومَكَّنَ للخرافة، وفرض على الناس الضرائب والعشور، وما إلى ذلك مما قامت به الكنيسة الأوروبية.
٢_مظالم العالم الرأسمالي، فكان أن قامت الحركة الإلحادية الشيوعية كردة فعل_أيضًا_للرأسمالية.
٣_كثرة المشكلات في المجتمع الأوروبي، وفقدان التوازن فيه اجتماعيًا واقتصاديًا خصوصًا في القرنين السابعَ عشرَ والثامنَ عشرَ.
٤_غياب المنهج الصحيح؛ وهو دين الإسلام عن الساحة التي نشأ فيها الإلحاد، وتقصير المسلمين في أداء رسالتهم في قوامة المجتمع البشري، وانتشاله من الهاوية.
٥_كثرة الاتجاهات، والنظريات، والمباديء التي وجدت في المجتمع الأوروبي.
٦_الخواء الروحي لدى أوروبا؛ إذ الكنيسة لا تقدم منهجًا يزكي النفس، ويجلب السعادة والطمأنينة للأفراد والمجتمعات؛ مما جعل النفوس تتعلق بخيط العنكبوت، وتتشبث بعود الثمام؛ لتنجو مما هي فيه من الحيرة، والاضطراب، والقلق.
(١) انظر المرجع السابق، ص١٠_١٨، وانظر إلى كتاب: بعض أسباب الإلحاد وأثر الإيمان بالله تعالى، للدكتور عبد الحليم أحمدي، وانظر إلى: نقد أصول الشيوعية، للشيخ صالح بن سعد اللحيدان، ص٤٠، والشيوعية خلاصة ضروب الكر والموبقات، لأحمد عبد الغفور عطار، ص٣١_٣٢، وحكم الاشتراكية في الإسلام، للشيخ عبد العزيز البدري، ص٥٨، وانظر الشيوعية للكاتب.
1 / 28