Rasail Al-Sheikh Al-Hamad fi Al-Aqeedah
رسائل الشيخ الحمد في العقيدة
Noocyada
وكذلك كان شأن فرعون مع موسى_عليه السلام_.
ويدخل في الرد وعدم القبول من يعترض على بعض الأحكام الشرعية، أو الحدود التي حدها الله_عز وجل_كالذين يعترضون على حد السرقة، أو الزنا، أو على تعدد الزوجات، أو المواريث، وما إلى ذلك، فهذا كله داخل في الرد وعدم القبول؛ لأن الله يقول [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً] (البقرة:٢٠٨) .
ويقول: [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ] (الأحزاب:٣٦) .
ويدخل في الرد_أيضًا_من يعطل أسماء الله وصفاته، أو يمثلها بصفات المخلوقين.
٤_الانقياد: وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص.
ولعل الفرق بين الانقياد والقبول أن القبول إظهار صحة معنى ذلك بالقول.
أما الانقياد فهو الاتباع بالأفعال، ويلزم منهما جميعًا الاتباع.
فالانقياد هو الاستسلام، والإذعان، وعدم التعقب لشيء من أحكام الله.
قال_تعالى_: [وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ] (الزمر:٥٤) .
وقال [وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ] (النساء:١٢٥) .
وقال: [وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى] (لقمان:٢٢) .
وقال_تعالى_مثنيًا على إبراهيم_عليه السلام_[إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ] (البقرة:١٣١) .
ومن الانقياد_أيضًا_أن ينقاد العبد لما جاء به النبي"رضًا، وعملًا دون تعقب أو زيادة أو نقصان.
قال_تعالى_: [فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] (النساء:٦٥) .
6 / 20