Rasa'il al-Maqrizi

al-Maqrizi d. 845 AH
168

Rasa'il al-Maqrizi

رسائل المقريزي

Daabacaha

دار الحديث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩ هـ

Goobta Daabacaadda

القاهرة

من الفلوس، وإذا عرف كم كل دينار منها، عرف بكم كل درهم مؤيدى وفي هذا سر شريف، وهو أنه من استقرى سير فضلاء الملوك، فإنه يجدهم يأنفون أن يبقى لغيرهم ذكر، ويحرصون على تفردهم بالمجد فإذا ضرحت «١» هذه الفلوس صار نقدا للناس، بين درهم مؤيدى وفلوس مؤيدية. وكفاك إشارة وتنبيها على شرف بقاء الذكر مدى الدهر، قول الله تعالى عن إبراهيم الخليل، صلوات الله وسلامه عليه: وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ «٢» . وقوله تعالى في معرض الامتنان على نبينا محمد ﷺ: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ «٣» . وقوله تعالى: وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ «٤» . وهذه رتبة لا يرغب عنها إلا خسيس القدر وضيع النفس، ومقام الملوك يجل عن أن يشاركهم أحد في رتبة عزّ أو منصب رفعة، وإنى لأرجو الله سبحانه أن يصلح الله بحسن سفارتكم ما قد فسد، إن شاء الله تعالى. ولولا خوف الإطالة لذكرت ما كان من ضرب الملوك للفلوس وأنها لم تزل بالعدد إلى أن أمر الأمير يلبغا السالمى- رحمة الله عليه- أن تكون بالميزان وذلك فى سنة ٨٠٦ وللبلاد قوانين وعوائد متى اختلت فسد نظامها. والله تعالى يختم بخير أعمالنا، والحمد الله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. انتهى.

1 / 175