127

Rasail

Noocyada

============================================================

شح وسلاة الصد لبعض تلامين ان سبعن وما بعد، فكأنه قال: ولياك ايضتا من الود مع المال، فهنا نهي: وقوله : (فاله قبيح في كل الملل) حبر. فتبدأ بمانه فنقول: الود: هو الميل الى مشار ما يقصد ترجيحه على غيره كما تقول: نود فلائا، بسعنى شيل اليه ونرجحه على غيره، كأنه من آنواع المحبةه لأن الحبة بعض حدودها ميل دائم، وقلب هائم، ومعنى ترجيع المبوب وتعظيمه على كل ما سواه، والود ميل بقصد ترجيح كما ذكرنا، لكته ليس فيه الهيام والاستغراق الذي في المحبة، فهو مع المحبة بالجنس، ويتأحر عنها بالتوع والفصل، لأن المحبة أفضل منه، وأقوى ترجييا، وأشد استغراقا، فهو يطلق معها باشتراك وكانه أقرب للارادة، أو هو الارادة؛ لأنك تقول: وددت فلايا، بعنى آردته، وتقول: تود أن لو كتت في مكة، ومعناه: تريد آن لو كتت في مكة.

فهر والارادة واحد بالمعنى، والارادة تخصص مرادها أيضا وترجحه على غير، وكذلك الود لكن الود أحص منها قليلا وأسرف، لأن الود يشعر بالتاكيد هي الميل الى الموذود، والأنس به واللنة، والارادة افتر منه في ذلك فكأنه رتبة فوق الإرادة ودون الحبة والملل هو منافرة المألوف بعد الملاعمة، أو هو الاستيحاش بالشىء بعد المؤانسة ه كسا تقول: مللت فلائا من صبته، بعنى نافرته بعد حبه واستوحشت به بعد الأنس به.

او نقول: المال هو رفض الشىء بعد قبوله كما تقول: مللت السمك، بمعنى رفضته بعد اكله، ومللت السخاني بعد ساعها، وما أشبه ذلك.

وبالجملة: المال هو الانصراف عن شىء ومنافرته بالكلية ودفعه، والانفصال منه بعد موالفته، والاتصال به وجذبه.

ولما كان الحيث في هذا الغرض يجر الى طلب السعادة والكمال، والسعادة والكمال لا توصل اليها الا بشروط ومقدمات، والشروط والمقدمات تتاج إلى استعداد وأدوات يطول ذكرها، لكن نذكر منها هنا ما يفيد الأسوذج فتقول: قد تقدم في غير ما موضع من هذا الكتاب بيان أن السعادة هى المحرفة بالله والإقامة في حضرته ومشاهدته، ونيل رضوانه، وتحصيل الكمال الإنساني، والتعيم الدائم وما أشبه ذلك وهذا كله لا ينال إلا بالقصد الصحيح، والتوجه والصدق، واستصحاب الحال الذي لا ينفك الا بنيل مقصوده والمرشد المعلم الناصح، الخبير بالطريق القاصد الموصل للمطلوب بالوجه الأقرب، إذ الطرق ككيرة ولكن القاصد منها القريب المسافة، والآمن

Bogga 127