============================================================
التمتع بخدمته وحسن المعونة على موافقته، وقد أنست منهم الأعداء وأماتت عنهم الخشية الهوى وأقرت بهم عيون الأحياء لا يرون مالا هو أعظم مما نالوا ولا يبتغون بما أنعم عليهم بدلا ولا يريدون عنه حولا، صفا بهم العلم... المعاملة وأعزهم الانقطاع إلى الله تعالى وأغتاهم به عمن سواه. هم طلبة الله بطلابه ومحيو الله وأحباؤه هلموا شوقا الى رؤيتهم وحسرة على معاوضتهم وسرورا. بمخادمتهم. آردتم الله فأراده وطلبوا الله فوجدوه، فمن أراد النجاة فليتعجل روح الحياة بطلب الوصول. مناه فان الله منية الأولياء وصفية العقلاء وطلب الأصفياء ولولاه ما اهتدوا إليه، ومن (ذكرتم) قلتم. ولم يحملهم إلا ما ايطيقوته ولم.. بل أنعم عليهم بجميل قوله، وتجاوز لهم عما عجزت عنه. على جميل الصحبة وكثرة الأيادى بالحفظ للامم السالفة بحسن التنقيل وخلاصهم من العذاب الوبيل ودلهم على سبيل الشكر المرضى عنده وألف بينهم. ميز النظراء من الأشياء والأشكال وصان قلوبهم وأبصارهم واستماعهم عن الدنو إلى الخفاء أبقوا من محادثة.:. منها ما يفنى وهانت عليهم مصائب الدنيا وألفوا (واجتنا زلهم)(1). قرب منهم التقديس والتسبيح والتحميد والتمجيد والتهليل، وراحتهم وقرة أعينهم في مناجاتهم فما يصدرون عن لقائه في معادهم إنما قطع الخلق عز وجل اتباعهم الأهواء وطاعتهم الأعداء، ومحادتهم بزهرة الحياة الدنيا وإشارتهم وايثارهم ما يفنى على ما يبقى، فبادر يا أخي إلى صلاح ما مضى من العمر وما ضاع منه بالسهو والغفلة والتفريط والتواني لحفظ ما ابقى عليك منه. الانزعاج والخوف والجد والحذر قبل أوان الوقت ونزول الموت فانه لا يرضي عمر بقي إلا بمثل العمل الغني يرضي عمر تلف فاسع في فكاك الرق بترك ملابسة العلائق الشاغلة، فان لله يوم تبرز فيه الخبايا وتبدو فيه الأعمال يوم لا يبقى فيه شهيد ولا صديق بعلمه، ولا يرجو أحد فيه إلا التجاوز والعفو من ربه يوم تكثر فيه الندامة وتقوى فيه الملامة. فالآن ما دام العذر مقبولا والوقت مبسوطا والعمل مدودا والتوبة مقبولة والذنب تمحوه الانابة والندم والقول فيه مسموعا والخير فيه مسوغا والحق بينا والطريق واضحا والحجة لازمة، ( فلله الحجة البلغة (1) كلام غير واضح في الاصل.
Bogga 122